"إذا أردت معرفة حال أمة فعليك بمشاهدة مسرحها"، يمكنك تذكر هذه المقولة بقوة هذه الأيام وأنت تشاهد فعاليات العرس المسرحى الحالى فى المهرجان القومى للمسرح، الذى يجمع العديد من الأعمال المسرحية المختلفة الجهات الانتاجية والتى تكشف هموم وقضايا الوطن فمجرد اختيار النص المسرحى من قبل صناع العمل يكشف مدى ما يشغل بالهم ومدى ما يريدون طرحه على الجمهور.
الدورة التاسعة من عمر المهرجان التى بدأت يوم 19 يوليو وتستمر حتى 8 أغسطس تشهد العديد من الإيجابيات والسلبيات آملين أن تكون الدورات القادمة أفضل وكلما تقدم المسرح وشهد إقبالا كلما زادت مساحة الحرية والتقدم بالمجتمعات وزاد وعى أفراد المجتمع وكما قال شكسبير مقولته الشهيرة ــ أو أفلاطون فى بعض الروايات ــ "أعطنى مسرحا وخبزا أعطيك شعبا عظيما" فتقدم الشعوب وتشكيل وعيها مرتبط بما تقدمه من فنون والدول العظمى هى التى تستخدم الفن وبخاصة المسرح كسلاح وقوة ناعمة تواجه به الآخرين.
المهرجان القومى للمسرح المصرى بكل إيجابياته وسلبياته خطوة مهمة فى تنشيط ودفع الحركة المسرحية التى كانت فى ثبات وجمود منذ فترة وهو فى الواقع دفتر لأحوال المسرح المصرى وكما قال المسرحى الفرنسى الكبير فولتير: "فى المسرح وحده تجتمع الأمة ويتكون فكر الشباب وذوقه وإلى المسرح يفد الأجانب ليتعلموا لغتنا فلا مكان فيه لحكمة ضارة ولا تعبير عن أية أحاسيس جديرة بالتقدير إلا وكان مصحوبا بالتصفيق إنه مدرسة دائمة لتعلم الفضيلة ".
صدق فولتير فى مقولته فالفضيلة دائما فى المسرح والتحريض ضد كل ما هو ظالم أو قاهر للمجتمعات يخرج من المسرح وكلما كان العرض محرضا وبعيدا عن المباشرة كلما كان مشكلا لوعى الامة ويشهد التاريخ أن بعض الثورات بدأت على خشبة المسرح ثم خرجت للشوارع ودورة المهرجان القومى للمسرح المصرى هذا العام التى يقودها شباب المسرح المصرى بجميع توجهاته من مستقلين وهواة ومحترفين يقدموا لنا أفكارهم محملة بانتماءاتهم الأيديولوجية ما بين التمرد على الواقع وإصلاحه وللحق فإن المهرجان يمنح الجميع مساحة حرية لمناقشة كل القضايا بما فيها القضايا السياسة ولا يوجد مصادرة على فكر ففى المهرجان تناقش من خلال عروضه السياسة والجنس والدين بكل أريحية وبدون رقابة.