رصد الدكتور والمخرج والناقد المسرحى عمرو دوارة عددا من الإيجابيات والسلبيات فى الدورة التاسعة من عمر المهرجان القومى للمسرح، قائلا : هذا المهرجان من المفترض أنه يمثل عرس المسرح المصرى ويجمع أفضل الإنتاج المتميز على مدار عام، ولكنه فى الحقيقة لا يحقق سنويا الهدف من تنظيمه وإن كانت هذه الدورة قد تميزت بمحاولة تلافى بعض أخطاء الدورات السابقة، ولها ثلاث إيجابيات لعل من أهمها الاختيار الجيد للأساتذة المكرمين، حيث تضمنت بالفعل أسماء جديرة بكل التكريم، وثانيا الاهتمام بالنشرة اليومية التى تحمل مسئولية إصدارها بكل الجدية الناقد يسرى حسان، وكتيبة العاملين بجريدة مسرحنا، وثالثا الاختيار المناسب لموضوع الندوة الرئيسة التى نظمت تحت عنوان المسرح والإرهاب على مدى يومين وأربع جلسات وشارك بها نخبة من المتخصصين.
ويضيف الناقد المسرحى والمخرج المعروف: ولكن للأسف هناك بعض السلبيات التى ظهرت فى هذه الدورة وبعض السلبيات الأخرى المستمرة من دورات سابقة ولعل من أهمها إلغاء الندوات التطبيقية التى من المفترض أنها تناقش وتحلل العروض المسرحية، وثانيا عدم التدقيق فى اختيار أعضاء اللجان لغياب المعايير ، وخاصة لجان المشاهدة، إذ ضمت بعض الأسماء التى لا ترقى إلى مستوى الاختيار والقدرة على التقييم الموضوعى، هذا مع ضرورة التأكيد على أهمية تغيير اللائحة التى تتيح الفرصة لمشاركة تسعة أعضاء بلجنة التحكيم، وهو أمر مبالغ به جدا، إلا إذا كان الهدف فقط توزيع الغنائم واسترضاء أكبر عدد!!
وتأتى السلبية الثالثة فى عدم تطبيق اللائحة بتمثيل العروض الفائزة بالمراكز الأولى بالمهرجانات الكبرى كمهرجان المسرح العربى أو مهرجان الكرازة (أسقفية الشباب) لصالح بعض التجمعات الأخرى من الفرق الحرة والمستقلة فيجب أن يعاد به النظر.
السلبية الرابعة تخص تمثيل طلبة المعهد العالى للفنون المسرحية بعرضين، فى حين تمثل كل جامعة بعرض واحد!! وهذا شىء معيب خاصة مع كثرة عدد الجامعات والكليات التى تقدمت للمشاركة ، أما السلبية الخامسة فهى مغالطة وتزييف الواقع بمشاركة مؤسسة الأهرام الصحفية بعرض " حلم ولا علم " للمخرج شريف سمير، ومشاركة فريق مسرحى آخر بعرض " العشيقة " لعمرو حسان برعاية أحد الفنادق على أنهما يندرجان تحت مسمى مسرح الشركات والمسرح العمالى، فهذا تزييف واضح ومرفوض لأن الفرق المسرحية للشركات والمصانع التى تتنافس سنويا من خلال مسابقة الشركات معروفة، ولكن لم يتم الاستعانة بها ولا اختيار إحداها.
أما السلبية السادسة فهى السبب فى كل تلك المغالطات وهى تغليب بعض المواقف الشخصية التى يجب أن تختفى، إذ يجب على أعضاء اللجنة العليا الابتعاد عن المواقف الشخصية والسمو فوق المصالح الخاصة والتفكير فقط فى المصلحة العامة لمسرحنا المصرى، وبكل صراحة هذه السلبيات لن تختفى طالما كانت اللجنة العليا للمهرجان تتشكل من خلال أعضاء لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة والتى تشكلت أيضا بلا معايير وبصورة معيبة ومنتقدة من الجميع لأنها لا تمثل المسرح المصرى بصورة موضوعية لتكون هذه هى السلبية السابعة فى المهرجان وفى المسرح المصرى ككل.