"قطة السينما المصرية"، فنانة مصرية بمعنى الكلمة، اشتهرت بملامحها الرقيقة وتقاسيم وجهها البسيطة، التي جمعت بين البراءة والإثارة، حتى لقبت بــ "قطة السينما المصرية"، واستطاعت أن تكون بموهبتها وتلقائيتها واحدة من أفضل ممثلات جيلها، هي الفنانة مديحة كامل، والتي تحل اليوم ذكرى ميلادها الـ 68.
بدأت مشوارها الفني في سن صغيرة، من خلال بعض الأدوار الصغيرة في السينما والمسرح، كما عملت عارضة أزياء، حتى حصلت على دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي، في فيلم "30 يوم في العز".
ولدت في 3 أغسطس عام 1948، بالإسكندرية، ثم انتقلت للعيش في القاهرة عام 1962، والتحقت هناك بكلية الآداب بجامعة عين شمس.
رغم هدوء مديحة كامل الذي كانت تتمتع به لكنها كانت ممثلة قوية من الدرجة الأولي، تستطيع أن تبرز كل انفعالاتها من خلال وجهها ودون استخدامها للصوت المرتفع أو الانفعالات الزائدة عن اللازم وهو ما يصعب عند بعض الممثلين تحقيقه.
تزوجت "مديحة كامل صالح أحمد" من رجل الأعمال محمود الريس، وأنجبا ابنتهما الوحيدة "ميرهان"، ثم تزوجت بعد ذلك من المخرج السينمائي شريف حمودة.
اختفت مديحة كامل فى أواخر الستينات بعد فيلم "30 يوم فى السجن"، مع وحش الشاشة فريد شوقى لفترة ما، وعادت من جديد لمجال التمثيل، ما بين مصر ولبنان، ورغم أن هذه الاعمال الفنية لم تجلب لها الشهرة الواسعة، الا انها حققت انتشارًا كبيرًا في الأفلام التي عملت بها خلال هذه الفترة.
وأخيرا جاءتها الفرصة المثالية للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلمه "الصعود إلى الهاوية" مع الفنان محمود ياسين، بعدما رفضت العديد من نجمات السبعينيات هذا الدور، وبعد هذا الفيلم انطلقت مديحة كامل نحو عالم النجومية.
وشاركت "كامل"، بعد ذلك، في عدد كبير من الأفلام، ومن بينها: "فتاة شاذة، وهو والنساء، والاختيار، وأصعب جواز، وأين حبي، ومطاردة غرامية، وعائلات محترمات، وشقة مفروشة، والكدابين الثلاثة، وأصعب جواز، وأبو البنات، وفي الصيف لازم نحب، والجحيم"، وغيرها من الأعمال السينمائية.
عانت "كامل" طويلًا، من مرض القلب، خاصة إصابتها بجلطة، أثناء تصويرها مسلسل "الأفعى"، إلا أن حالتها الصحية تدهورت بشكل ملحوظ قبل وفاتها بعام كامل، وظلت طريحة الفراش بمستشفى مصطفى محمود، حيث أدت إصابتها بالقلب إلى تراكم المياه على الرئة.
اعتزلت مديحة كامل الفن تماما، قبل إكمالها تصوير فيلمها "بوابة إبليس"، والذى أتلفت بعض مشاهده وتمت إعادة تمثيل المشاهد التالفة بواسطة دوبليرة لأن "مديحة" كانت قد اعتزلت مجال التمثيل وقتها ورفضت رفضا قاطعا العودة للأضواء والشهرة.
بعدها ارتدت مديحة كامل "الحجاب" ورفضت أي ظهور إعلامي، إلا في مقابلة ببرنامج "حوار صريح جدا" عام 1995، ولكن تم منع عرض الحلقة لهجومها على الوسط الفني.
كان رحيلها مفاجئ، وتوفيت مديحة كامل في عام 1997 من جراء مضاعفات مرضها بالقلب، وكان ذلك في الرابع من شهر رمضان، بعد أن أدت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم ذهبت للنوم، ورحلت في ظهر اليوم التالي.
