نور الشريف الثائر.. أدرك أن للفن رسالة فدخل فى صراع مع الأنظمة السياسية

لم يكن العملاق نور الشريف مجرد ممثل عادى أو تقليدى، يأتى له السيناريو فيعمل عليه ليقدمه فى عمل تليفزيونى أو سينمائى، لكنه كان يدرك دائما أن للفن دورا هاما، لابد أن يعيه الفنان، و هو التعمق داخل نفوس البشر كى يرصد ما بها من هموم وأحلام وطموحات وأمراض نفسية أحيانا ، ليستعرضها على الشاشة ، ويرصد طرق حلها ، نور الشريف كان يضع ملاحظاته على السيناريو الذى أمامه ليحوله فى كثير من الأحيان من عمل سطحى إلى فيلم يحمل عمقا إنسانيا وسياسيا أحيانا ، فكان قارئا جيدا للروايات العالمية ، ومتابعا بشكل يومى لكبرى الصحف المصرية والأجنبية ، ولذلك كان الوحيد من نجوم جيله الذى يتمتع بخلفية ثقافية تمكنه من الحديث بفهم ودراية لكل ما يدور حوله ، سواء فى الشأن السياسى أو الاجتماعى أو الاقتصادى. نور الشريف الفنان الثائر الذى كان دائم التمرد على الأنظمة السياسية عبر تاريخه الفنى الطويل، فكان ينتقدها فى أعماله، ويقول رأيه دون محاولة للتقرب من الحاكم ، وهو ما ظهر بداية من فيلم "الكرنك"، مع سعاد حسنى، وهو الفيلم الذى تطرق من خلاله لحالة الإستبداد الفكرى والسياسى ومحاولة التعتيم الإعلامى الذى أتبعته بعض الكيانات الأمنية فى ظل نظام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خلال فترة الستينيات، وحصل هذا الفيلم المأخوذ عن قصة لنجيب محفوظ وأخرجه على بدرخان على شهرة كبيرة وآثار جدلا واسعا خلال فترة تقديمه بدور العرض السينمائية، لدرجه أن رفع سريعا من دور السينما، قدم الشريف أيضا شخصية الرسام الفلسطينى ناجى العلى، وأبرز محطاته نهاية بفترة اغتياله عام 1987 على أيدى قوات الاحتلال الإسرائيلية، وهاجم "الشريف" من خلال الفيلم بعض الأنظمة العربية ،  واتهمها بأنها كانت سببا فى اغتيال الفنان الفلسطينى، الأمر الذى جعله يدخل فى مشاكل سياسية منها منع عرض أفلامه فى دور العرض الخليجية، وهجوم الصحافة القومية عليه ، كما غضبت منه السلطة السياسية المصرية خلال فترة تقديمه لهذا الفيلم. كشف الشريف أيضا الفساد المجتمعى والعملى من خلال فيلم "سواق الأتوبيس"، إذ شرح من خلال الفيلم الذى يعد أبرز روائع المخرج الكبير الراحل عاطف الطيب الحالة الاجتماعية للمصريين بعد حرب أكتوبر 1973، وأن كثيرا من المصريين لم يجنوا ثمار هذا الانتصار بسبب المشاكل المادية التى أحيطت بهم. وبصرف النظر عما قدمه من أفلام، كان الفنان الكبير نور الشريف حتى قبل وفاته بأشهر قليلة صاحب موقف سياسى، ولا يخشى لومة لائم، فقال عقب تكريمه بمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، أنه تعرض لاضطهاد شديد من بعض الأنظمة السياسية على مدار حياته الفنية، بسبب تقديمه لبعض الأفلام، وأن "وزارة الإعلام" كانت على مدار سنوات طويلة فى قبضة النظام، وتتعامل مع الفنانين وفقا لمدى رضاء السلطة عنهم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;