رأيته للمرة الأولى منذ ما يقترب من العشرين عاما، كان واحدا من المصادر الهامة فى أى تحقيق صحفى أقوم بعمله، وكانت كتاباته السينمائية، مرجعا للكثيرين وعندما كان يتعذر على الحصول على معلومة موثقة كان الأستاذ هو المرجع.
"سمير فريد" ليس مجرد ناقد مصرى أو عربى ولكنه واحد ممن عشقوا مهنة النقد السينمائى، ويعمل لها بإخلاص ودأب شديدين، لا يزال يسافر إلى كبرى المهرجانات، كان، وفينسيا وبرلين، وغيرها، وكانت له زاوية نقدية ثابتة فى جريدة الجمهورية منذ عام 1965 عقب تخرجه من قسم النقد فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1964.
وأظن أننى كنت من الصحفيين المحظوظين الذين كبروا وسط مجموعة من النقاد المصريين والعرب، وهم سمير فريد وكمال رمزى وعلى أبو شادى وإبراهيم العريس ومحمد رضا والراحل قصى صالح درويش والراحل غسان عبد الخالق، كنت فى بداياتى المهنية، وقدر لى أو كان من حسن حظي أن أجلس دائما مع هذه المجموعة، أو أسافر مهرجانات بصحبتهم استمع إليهم وإلى نقاشهم وأتعلم منهم، كان قصى درويش عندما يأتى لمهرجان القاهرة يجمع الكل فى جلساته وكان نجم الجلسة دائما ما يكون "سمير فريد".
"سمير فريد" يملك طلة خاصة به، لذلك يطلق عليه المقربون منه البرنس.. صاحب الطريقة المختلفة والملفتة فى التعاطى مع جميع الأمور من حوله، وقد يشعر من يلتقيه أن هناك مسافة فى الحديث يينهما، ولكن هذا الإحساس يذوب ويتبخر بمجرد أن تبادره بالكلام خصوصا أنه عندما يتحدث لا تملك إلا أن تنصت له، حتى لو اختلفت مع آرائه قد تقابل الاختلاف بابتسامة معترضة، ليواصل الأستاذ حديثه.
سمير فريد الذى ساهم فى إطلاق وتأسيس عدد من المهرجانات العربية والمصرية هو مثقف تتنوع مصادر ثقافته وقارئ نهم، سعدت بتجربة العمل معه فى مهرجان القاهرة السينمائى فى الدورة الـ 36 وهى واحدة من أنجح دورات المهرجان والتى كانت بحق دورة للسينما والثقافة السينمائية.
أستاذ سمير علمت بمرضك وحاولت الوصول إليك لأقول لك "سلامتك"، ولكن للأسف لم أستطع الحديث إليك ولجأت للأستاذ كمال رمزى للاطمئنان عليك.
سمير فريد بالنسبة لى ليس مجرد الناقد الموسوعى وصاحب أكبر أرشيف سينمائي والمؤرخ وصاحب العمود اليومي في الزميلة "المصري اليوم" الذي يكتبه بعنوان "صوت وصورة أو عميد النقاد السينمائيين العرب أو من قام بإصدار 3 مجلات سينمائيه من 1969، وألف العديد من الكتب وصدر له 50 كتاب ترجم بعضا منها الي لغات أخرى.. ولكنه كل ذلك اضافة إلى انسان عرفته عن قرب وأصبح نموذجا للكثيرين منا.. في الدأب والإصرار على العمل والنجاح.