فى التسعينات برز اسم مصطفى كامل كشاعر غنائى موهوب، ينجح كل من تغنى بكلماته، فهو مثلا صاحب أغنيات (كداب مغرور قال بيحبنا، ولو عايز تفتكرنى، وقلبى وروحى وعمرى، والحب الحقيقى) لمحمد فؤاد، وكتب أجمل أغنيات هانى شاكر (الحلم الجميل، وياريتنى قابلتك قبل ما أقابل حد، وسألتك أنت مين، وأتكلم قول للعالم قول للدنيا قول للناس)، وأيضا (الأيام الحلوة وأكتر من كده) لإيهاب توفيق، و(يا ترى يا حبيبى، وقالى قلبى لك عمرى لك) لبهاء سلطان، و(أعاتبك على إيه ولا إيه) لمحمد محيى، و(دايمًا دموع) لحمادة هلال، فى هذا الوقت كان مصطفى كامل على علاقة جيدة بنجوم المرحلة، بل كانوا يتصارعون عليه ويتوددون له ليكتب لهم كلماته الحزينة التى "تأكل مع الجمهور" وتحقق نجاحا لهم.
فجأة استخسر مصطفى كامل كلماته وأشعاره فى المطربين، وبدأ يقتحم مجال الغناء بعد أن سبقه بالتلحين، وقدم ألبومات نجحت نجاحا كبيرا منها "طول الوقت" و"رحلة عمرى” و"حكايتى أنا" و"دقت الساعات" و"أقوى من الأيام" و"أجمل سنين العمر"، وقتها كان قطاع كبير من الجمهور ينتظر ألبوماته، ونجح فى تصدر المشهد بأغانيه "الحزاينى"، وخفت نجم بعض فنانين هذه الفترة، ومن ثم راح يطلق على نفسه "أمير العذاب" وأحيانا "أمير الأحزان".
بعد 25 يناير تبدل الأمر وتغيرت موازين سوق الكاسيت والغناء كله، واختفى كبار النجوم بل أن بعضهم لم يصدر ألبومًا واحدا على مدار الـ5 سنوات الأخيرة، وسقط مصطفى كامل فى الغناء، وخاب فى تأليف الكلمات، ولم يعد يتذكر الجمهور له شىء سوى أغنية "تسلم الأيادى"، التى كتبها وشارك فى غنائها مع مجموعة من الفنانين، حتى أن ألبومه "وسط الدنيا الخاينة" الذى طرحه أواخر عام 2014 لم يشعر به أحد حتى هو نفسه، وراح فى طى النسيان كما ذهب جيل آخر قبله.
البعض يرى أن مصطفى كامل ظلم نفسه عندما قرر الاتجاه للغناء، وأن هانى شاكر ومحمد فؤاد وإيهاب توفيق وحمادة هلال وغيرهم "اهتزوا" عندما بخل عليهم بأشعاره، واستأثر بها لنفسه، الواقع يقول إن هذا الكلام صحيح، فالشاعر حقق نجاحات مع كل هؤلاء النجوم بل أن أغانيه التى كتبها لهم ما زالت لها تأثير عند الناس، رغم الشائعات التى كانت تنال من مصطفى كامل وتشكك فى ما يكتبه وتردد أن هناك ما كان يكتب له هذه الأغانى.
الواقع أيضا يقول إنه من المستحيل عودة مصطفى كامل لصدارة المشهد سواء فى الشعر أو الغناء، وكذلك من بخل عليهم بكلماته لن يعودوا، ليس تشكيكا فى موهبتهم بل لأن الحب ضاع ولم يعد هذا يريد النجاح لذاك أو العكس، الكل يريد للآخر أن يقع "فوقعوا جميعا" فى بئر 25 يناير ولن يخرجوا منه.