فى مجتمعنا يريد كل فرد أن يجعل من نفسه حكمًا على الناس.. ويرى فى ذاته أنه الأصلح والأجدر وصاحب النظرة الثاقبة فى البشر، وما دُمنا نحيا فى هذا المجتمع، لن نندهش عندما ينطق أحد باسم "السبكى" فتنهال اللعنات على الرجل، دون وجه حق، لأننا شعب يسمع أكثر مما يرى، فآمن وصدّق أن السبكى "سىء" فى مهنته وصناعته، بل يضعون سلبيات الصناعة منذ نشأتها فوق رأسه، وكأنه مفسد السينما المصرية.
كل هذه الافتراءات وهذا العبث، يرفضها العقل والواقع ويقول لهم لا.. فـ أحمد السبكى كما له تجارب سينمائية تجارية مثل "عبده موتة" و"قلب الأسد" له تجارب مهمة آخرها فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" بطولة ليلى علوى، منة شلبى، إخراج يسرى نصر الله، والذى عُرض بمهرجان "لوكارنو السينمائى" فى دورته الماضية، وغيره مثل "الليلة الكبيرة" إخراج سامح عبد العزيز، وعُرض بمهرجان القاهرة السينمائى" و"ساعة ونص" إخراج وائل إحسان.. أحمد السبكى لم يضبطه أحد ذات مرة متلبسا بمعاكسة نجمة صف أول أو فنانة من "بتوع الصف الثانى" مثلا، وما أكثر المتوافدات على مكتبه، ولم يضبط متلبسا بعقد زواج عرفى مع ممثلة مغمورة، ورغم إشاعات البخل التى تحوم حوله لا توجد له مشاكل مع الفنانين بسبب أجورهم.
ربما يظن القارئ أنى هنا أدافع عن أحمد السبكى، وأجامله.. وهذا ليس صحيحا، فـبينى وبين السبكى خصام طويل، بسبب آرائى التى لا تعجبه ولا ترضيه فى بعض النجوم الذين أطلقهم على الساحة مؤخرا، وما دفعنى للكتابة عنه صدقه وإخلاصه الحقيقى للمهنة.. وروح الفارس الجدع التى يتعامل بها، فالحج أحمد رغم ما يعانيه من مرض إلا أنه لا يهدأ أبدا ويتابع أعماله فى دور العرض السينمائية حتى مطلع الفجر يوميا، بخلاف متابعة مشاريعه التى تصور والأخرى التى فى طور التحضير.
مواقف كثيرة فى حياة هذا المنتج الكبير دفعتنى للكتابة عنه، فرغم غيرته الفنية الشديدة، لكنه لا يحب الأذى لأحد.. يشاكس نعم.. فهو بطبعه مشاغب.. لكنه لا يغدر أبدا ولا يخون.. ويحفظ العيش والملح ويراعاهما.. ومن مواقفه الأخيرة وقوفه بجانب محمد سعد بعد أن خذله منتجه وائل عبد الله ورفع فيلمه "تحت الترابيزة" من السينمات، وتدخل بنفسه لدى الشركة العربية، ورفض رفع الفيلم من سينماتها، وأصر كل الإصرار على وجوده مع أفلامه "عشان خارجين" و"حملة فريزر" احتراما لتاريخ محمد سعد والعشرة الطويلة بينهما، هذا الموقف اتخذه السبكى رغم حرب الايرادات التى يخوضها مع الأفلام المنافسة ويحسب له ولرجولته.