أن تكون نجما بالمعنى الحقيقى للنجومية فذلك بكل تأكيد يتطلب أن تكون بطلا على أغلب المستويات، ويتطلب أيضا أن تمتلك تلك الأدوات التى تمكنك من الوصول لهذه المكانة الصعبة والحفاظ عليها، وبلا شك أولى تلك الأدوات هى الذكاء الفنى والاجتماعى والعديد من الصفات التى حبا الله بها النجمة يسرا، التى وقفت على مسرح مكتبة الإسكندرية فى دورة مهرجان الإسكندرية السينمائى الـ32 والتى تحمل اسمها، ذلك الاسم الذى أضاف للمهرجان الكثير من البهاء مثلما أضاف من قبل اسم نور الشريف الكثير من البهاء للمهرجان أيضا.
وقفت يسرا على المسرح لمدة تجاوزت الـ15 دقيقة بقليل، ولكن المدقق لتصرفات يسرا على المسرح يستطيع أن يكتشف كم الذكاء الإنسانى والفنى والاجتماعى الذى تحمله يسرا داخلها.. كيف تستطيع أن تتعامل مع المواقف الطارئة وكيف تحتويها.
يسرا، والتى استطاع حضورها الطاغى وإطلالتها الراقية أن تسحر عيون جمهور حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية، وجعلتهم يقفون لها ويصفقون احتراما لتجليها على المسرح. أكدت بوقوفها على مسرح المهرجان بمكتبة الإسكندرية أنها كبيرة بتصرفاتها والدليل على ذلك كيفية استقبالها للنجوم من أعضاء لجان التحكيم والمكرمين، كيف أعطت كل منهم قدره وأهميته، وكيف احترمت مكانة مسرح مكتبة الإسكندرية، وأبدت فخرها بالوقوف على خشبته، وكيف تعاملت مع المتحدثين ممن أطالوا التحدث على المنصة بخفة وبمرونة وبابتسامة، وكيف أخفت إطلالتها وغابت عن السجادة الحمراء للمهرجان لتطل على جمهوره مرة واحدة بإطلالة لا تقل بهاء عن إطلالات الأميرات.
كل تلك الأمور من الأدوات التى جعلت يسرا واحدة من نجوم الصف الأول، وجعلتها واحدة من النماذج الإنسانية التى يجب أن يحتفى بها وتدرس مسيرتها الإنسانية قبل الفنية والتى يجب على كل ممثل شاب أو ممثلة شابة أن يتعلم منها أصول النجومية و"إتيكيت" النجم الذى يفتقده كثيرون من الفنانين ممن لا يملكون ذلك الذكاء الفنى والإنسانى الذى تتمتع به يسرا، والذى فى اعتقادى أنها استلهمته من خلال مسيرتها مع كبار نجوم ونجمات زمن الفن الجميل ممن عاصرتهم وعملت معهم فى السينما والتليفزيون، فهى تعتبر النجمة الوحيدة التى عملت مع أغلب كبار نجوم زمن الفن الجميل وعاصرت وتعلمت منهم الكثير.
النجمة يسرا هى اختيار موفق من مهرجان الإسكندرية لتكون الدورة باسمها، فهى أفضل تمثيل لفنانة تستطيع تمثيل قوة مصر الناعمة بالمهرجان، وهى فى نفس الوقت القوة التى تمنحها يسرا وتبثها فى نفوس جمهورها وفى تحركاتها كسفيرة للنوايا الحسنة وسفيرة للفن المصرى فى كل دول التى تجوبها.