عرض ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى لدول البحر المتوسط فى دورته الـ٣٢ الفيلم السورى "أنا وأنتِ وأمى وأبى"، وهو للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد والذى كتب السيناريو أيضا وبطولة سوزان نجم الدين، بشار إسماعيل، سامر عمران ، يامن حجلى، ومن إنتاج وزارة الثقافة المؤسسة العامة للسينما، وهو الفيلم الذى أقيمت له ندوة صحفية إدارتها الناقدة ناهد صلاح وشهدت انهيار بطلة الفيلم سوزان نجم الدين فور عرض العمل.
"انفراد" التقى سوزان نجم الدين على هامش مشاركتها بالمهرجان، حيث تحدثت عن الفيلم وعرضه بالمهرجان وأوجه التشابه بين شخصيتها فى الفيلم وشخصيتها الحقيقية، حيث تجسد دور امرأة سورية تدعى صفاء ينفصل زوجها عنها بسبب أنه من طائفة وهى من طائفة أخرى بعد الأحداث فى سوريا، وهو رد فعل جاء كتوابع للوضع الذى عانت منه سوريا بعد الثورة، حيث شهدت صراعا بين الطوائف لم تكن تعرفه سوريا قبل الأحداث.
فى البداية ما هو السر وراء حالة الانهيار التى أصابتك فور عرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية؟
انهرت بعد مشاهدة العمل لأنى أول مرة أشاهد الفيلم، فلم يسبق لى مشاهدته بالكامل نظرا لظروف سفرى بالخارج، إضافة إلى أننى شاهدت الوجع الإنسانى السورى الكبير الذى عانت منه أغلب العائلات فى سوريا، وذلك بشكل مكثف فى ساعة ونصف الساعة فقط وهى اللحظات التى أعادتنى إلى كل دقيقة مررت بها، كما أننى بكيت على وطنى سوريا وعلى الحال الذى وصل إليه، خاصة أن المخرج الكبير عبد اللطيف عبد الحميد قدم العمل بشكل إنسانى ناعم يصف الوضع السورى وبدون مشاعد عنف أو دماء وأشرنا للأمر بالفيلم من خلال جعل صفاء تتحدث بلكنة تدل على طائفتها وهو يتحدث بلكنة أخرى تدل على طائفته أيضا.
وكيف استطعت تقديم العمل فى سوريا رغم الأحداث والتفجيرات؟
كواليس العمل كانت صعبة لأن هناك تفجيرات فى كل مكان من حولك والطقس أيضا كان صعبا، وشهد التصوير توقفا بسبب العواصف التى هبت على سوريا، خاصة فى منطقة الساحل والعمل تسبب فى أننى لم أستطع رؤية أولادى لمدة عام كامل، لأنهم فى أمريكا وأنا أصور فى سوريا، وحرصت على عدم مغادرتى سوريا حتى لا أعطل تصوير الفيلم فى حالة استئنافه بأى لحظة.
الفيلم من إنتاج وزارة الثقافة السورية والبعض وصف العمل بأنه مباشر ويتبع وجهة نظر حكومية فما تعليقك؟
لا أعتقد ذلك والدليل أننى أمثل فى العمل ونسيت كل شىء أمام الفيلم، وانهرت لأننى تفاجأت بجمال الفيلم، ولأنه عمل متكامل ولم أتوقع أن يظهر الفيلم بهذا الجمال، والفيلم قدم وضع عائلة انقسمت لجانبين، جانب مع ما يحدث فى سوريا ويدعمه، وجانب ضد، والحقيقة هى أن الجيش يحمى البلد ويدافع عنها والسوريون يعشقون الجيش.
ما هى الرسائل التى حرصت على توصيلها من خلال الفيلم؟
أوجه رسالتين من الفيلم الرسالة الأولى للأم وأقول لها ربى أولادك فى بيئة صحية على الحب والانتماء والأخلاق، والرسالة الثانية أطالب بإضافة مادتين إلى المناهج الدراسية وهما ثقافة الحرية وثقافة البيئة والتى يتعرف من خلالها على كيفية التعامل مع الجماد والكائنات من حولنا، لتلاشى الأمراض والاثنان مهمان وأساس بناء الأجيال بطريقة صحيحة.
وهل لا يزال الإنتاج السينمائى متأثرا بالأوضاع الراهنة؟
رغم الظروف هناك إلا أن سوريا تنتج ٢٠ مسلسلا سنويا و٥ أفلام من إنتاجات خاصة، إضافة للإنتاج الحكومى وهو أمر جيد، والإنتاج الحكومى يدعم الفنانين السوريين ويفتح ذلك الإنتاج بيوت الكثيرين رغم أن الحكومة تعتبر فى حالة حرب، ولكم من المؤكد أن "الكوالتى" تغيرت وقواعد الصناعة الحقيقة أصبحت ليست موجودة لا فى سوريا ولا فى العالم العربى بأكمله.
ما هو سر عدم انتشار الفيلم السورى رغم أن السينما السورية لها نصيب كبير من الجوائز بالمهرجانات؟
فى المقام الأول بسبب أنه لا يوجد دور سينما فى سوريا، إضافة إلى أن صناع السينما يصنعون أعمالا للمشاركة فى مهرجانات، والحل فى إرساء فكرة سينما الشباك وتقديم أعمال لدور العرض الجماهيرى.
ما هو جديدك فى مجال السينما والتليفزيون بعد فيلم "أنا وأنتِ وأمى وأبى"؟
رفضت أكثر من عمل تليفزيونى مصرى بسبب قضايا العنف الأسرى التى يناقشها الفيلم، لأن العنف الأسرى نادر وأعتبر تقديم أعمال من هذا النوع جريمة، ووقعت على بطولة مسلسل سورى بعنوان "شوق" ودورى صعب جدا، حيث أظهر فيه بدون مكياج وهو عن قصة حقيقة لناشطة ميدانية تختطف من قبل داعش وتصبح من السبايا، وهى قضية شائكة وصعبة.
من خلال وجهة نظرك كفنانة كيف ترين الوضع السورى الراهن؟
تنبأت بما حدث فى سوريا قبل أعوام وبالتحديد منذ إعدام صدام حسين، حيث قرأت الحالة والوضع، وذلك لأننى عاشقة للتاريخ وللقراءة ومن بيت سياسى، فوالدى عضو مجلس شعب وشاعر ومحام، ووالدتى أيضا شاعرة ومحامية، والاثنان من أحزاب مختلفة فهو بيت سياسى وطنى، لذا أعى جيدا أهمية الحرية المنظمة لأن الحرية بلا قواعد تعتبر فوضى، وأرى أن خريطة الشرق الأوسط منذ وجود كونداليزا رايز وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق، وخطة تقسيم الوطن العربى تسير كما أراد الغرب لأسباب كثيرة يعلمها الجميع، ومنها أن الشرق الأوسط ملىء بالثروات وللأسف نجحوا أن يجعلونا نقتل بعضنا البعض، وظلت إسرائيل تتابعنا وترقص على دمائنا وبالنسبة للوضع السورى فهو أفضل كثيرا.