أصبح مقال الزميل عماد صفوت عن أغنية "طلع البدر علينا" تريند على الموقع العالمى "جوجل"، حيث لم يمر على نشر المقال ساعتين، حتى أصبح الأكثر بحثا على جوجل مصر، حيث يروى عماد ــ وهو المسيحى ــ قصته مع أغنية "طلع البدر علينا" حينما كان يسمعها فى حصة الدين، بينما كان يذهب مع زملائه حصة "الدين المسيحى"، وكيف حفظ الأغنية والمشاكل التى واجهها بسبب ذلك.
وإلى نص المقال :
أحب الموسيقى كثيراً، وكنت طالبا فى المرحلة الابتدائية، ودائماً كنا أنا وزملائى نلعب فى "حوش المدرسة"، وبعدها تأتى حصة "الدين" كنت أذهب إلى حصة الدين المسيحى تحت مظلة العلم مع ميس سميحة، وكنت أرى زملائى المسلمين يذهبون مع ميس انتصار، لكنى لاحظت أن زملائى يرددون أثناء الحصة نشيدا دينيا "جميل على مسامعى" كانوا يقولون "طلع البدر علينا.. من ثنيات الوادع..وجب الشكر علينا، أيها المبعوث فينا، جئت بالأمر المطاع.." وهكذا.
من شدة انتباهى للكلمات "حفظت الأنشودة كاملة" وقمت بترديدها أثناء جلوسى فى الفصل أو بين زملائى، فقالت لى مرة زميلتى "إيه اللى انت بتقوله دا.. انت بتقول حاجات المسلمين ليه.. كدا عيب.. أنا هقول لميس سميحة.. شعرت بالخوف، ولكنى فكرت للحظات.. لماذ تفرقون بيننا؟.. لماذا تقولون أنت مسيحى وأنا مسلم.. أنا سأدخل الجنة.. وأنت ستذهب إلى النار؟.
راحت زميلتى وقالت لميس سميحة عماد بيقول حاجات المسلمين، فاستدعتنى ميس سميحة وقالت لى هل صدر منك ما قالته "جيرمين" قلت لها نعم، استغربت وقالت لى احفظ ترانيمك، قلت لها وأنا عينى تملأها الدموع من شدة الخوف.. الأغنية حلوة، وأنا أرددها فقط، وذهبت إلى فصلى.
ذهبت لوالدى بعد اليوم الدراسى وأنا أبكى وأقول له ما دار بينى وبين ميس سميحة، فقال لى.. قل ما شئت وتعالى نرددها سوياً.. شعرت وقتها أن الأغنية لها طابع خاص عندى وأحببتها كثيراً، وكنت ومازلت أرددها فى كل وقت.
فى نهاية الأمر هى وجهة نظر لا أسعى إلى تعميمها.. لماذا تفرقون بيننا.. دعونا نعيش سوياً بدون تحفظات مسيحيين ومسلمين، لا تحبنى لأنى من دينك، ولا تكرهنى لأنى لست من دينك.. نحن بشر، الأمر بيد الله، فكن منصفاً إذا أحببت أنشودتك وردد ما تشاء.