عرض فيلم "the magnificent seven " والمأخوذ عن معالجات سابقة لنفس القصة وتحقيقه إيرادات ضخمة على مستوى العالم، بالتزامن مع الذكرى 31 لرحيل النجم الأمريكى المخضرم صاحب الأصول الروسية " يول براينر"، قد تكون مفارقة.
براينر كان من أوائل النجوم الذين قدموا دور البطولة فى معالجتين مختلفتين لفيلم "العظماء السبعة"، لم يكن هناك من يشبهه من النجوم ولم يأت فنان مثله، ولم تعرف السينما العالمية شبيها له، تعرفه من ملامحه، من صوته، مشيته، وإن حاول كثيرون تقليده أولاً فى صلعته، وثانياً فى طريقة أدائه ونظرة عينيه الحادة .
يول براينر الذى توفى فى 10 أكتوبر 1985 بمدينة نيويورك عن عمر يناهز الـ 65 عاما، ترك رسالة مسجلة فيديو قبل رحيله اعتبرها رسالة تحذير يوجهها إلى كل الناس- وخصوصًا الشباب- من التدخين، معترفًا بأنه أسهم فى الترويج لهذه الآفة وهو نادم لأنه وقع أسير مرض سرطان الرئة بسببها، ومات بعد معاناة وألم، الفيديو يبدو فيه براينر متأثراً ونادماً وصادقاً فى كلامه، وهو بكامل عنفوانه وأناقته وجديته التى اشتهر بها طوال حياته، أما إذا تأملت صوره، فنادرًا ما تجده وحيداً فيها بلا سيجارة فى يده، وهى التى كانت رفيقة أغلبية النجوم فى السينما الأمريكية، وكانت شركات التدخين العالمية تستغل نجوميتهم للترويج لها .
يول براينر - الذي اشتهر بلقب الملك بعد أدائه الرائع لدور مونجوت ملك سيام فى فيلم "الملك وأنا" الذى نال عنه جائزة الأوسكار- روسى الأصل، ولد باسم يولى بوريسوفيتش براينر فى فلاديفوستوك فى 11 يوليو، 1920 لأب مهندس وأم من أسرة مثقفة، وبعد انفصال والديه أخذته أمه مع شقيقته فيرا إلى الصين، ومنها انتقلوا إلى باريس عام 1934، وعمل مذيعًا فى فرنسا وروج للدعاية لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتقل إلى أمريكا وبدأ عمله فى التمثيل عام 1956 بأول أدواره أمام شارلتون هيوستن فى فيلم الوصايا العشر بدور رمسيس الثانى، وفى العام نفسه قدم فيلمه الشهير "الملك وأنا" .
اللافت أن انطلاقة براينر جاءت من القمة مباشرة، حيث قدم ثلاثة أعمال مهمة فى عام "1956" إضافة إلى الفيلمين السابقين، وظهر بطلاً فى أناستازيا حيث وقف أمام النجمتين انجرد بيرجمان وهيلين هيز، عن قصة الدوقة الروسية التى عانت بعد مقتل أهلها ومحاولة إثبات هويتها .