تمر علينا اليوم الذكرى الـ57 لميلاد صاحب الأغنية الأشهر في تاريخ الأغاني الشعبية "كتاب حياتى ياعين"، الفنان حسن الأسمر ، والذي نجح بكل جدارة في الجمع بين الموال والشجن والغناء الشعبي، الأمر الذي جعله مدرسة يقصدها الكثيرون من النجوم الشباب، للتعلم منها.
صوته الملئ بالشجن، أغانيه الحزينة التي استطاع أن يقنع عشاقه من خلالها أنه يعاني بالفعل، بشرته السمراء، والوحمة التي اعتبرها دومًا تميمة حظه في مشواره الفني، كلها كانت عوامل مميزة لشخصيته التي قلما تتكرر في الوسط الفني.
ولد حسن الأسمر في حي العباسية بالقاهرة يوم 21 أكتوبر عام 1959 بينما تنتمي أصوله إلى صعيد مصر وتحديدا محافظة قنا ليتحول سريعا في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي إلى أحد أشهر مطربي اللون الشعبي في الشارع المصري وتخطفه السينما ليقدم عددا من الأفلام إضافة إلى عدة مسرحيات ومسلسلات تليفزيونية.
قدم الأسمر عددا من المسرحيات الشهيرة بينها "باللو باللو" و"حمري جمري"، وشارك في بطولة أفلام عدة بينها "ليلة ساخنة" و"امرأة وخمسة رجال" و"زيارة السيد الرئيس"، وكانت له مشاركة بارزة في المسلسل التلفزيوني الشهير "أرابيسك".
لقبهُ الجمهور بـ "الواد الجن" و"مايكل جاكسون #مصر" بحسب ما جاء في لقاء سابق له مع "راديو رحاب إف إم".
وفي أواخر السبعينيات وتحديدًا في عام 1977 كانت تصدرت أغنية "زحمة يا دنيا زحمة" في كل مكان ففي أي إشارة تجد الكُل يستمع عبر "كاسيت" إلى المطرب أحمد عدوية وهو يردد "زحمة وتاهوا الحبايب".
وبعد إطلاق الألبوم الأول نجح حسن الأسمر نجاحًا لم يكن يتوقعه أحد كما يقول: "من أول ألبوم الدنيا مشيت وكنت أنا أول مطرب شعبي يشتري عربية" فكانت "السيارة" مقياسًا لنجاح المطرب لارتباطها بكثرة السهرات والأفراح التى يطلب بها المطرب الشعبي وصمم أيضًا على إخفاء "الوحمة" التى تميز بها في بوستر دعاية الألبوم.
ومع بدايات الثمانينيات بدأ الجمهور يتساءل مين ده؟" كما يذكر الأسمر ضاحكًا وبعد توالي الأسئلة عن موهبته.
وبعد توالي نجاحات حسن الأسمر أطلق ألبوم اللي عملنا حسابه" سنة 1986 وهو ما وثّق خطى حسن الأسمر في مجال الطرب الشعبي آنذاك كما قال في أحد لقاءاته الإذاعية: "في الفترة دي كان مستواي بدأ يعلى وكل الناس كانت بتردد اسم حسن الأسمر في السهرات".
أما أغنية "كتاب حياتي يا عين" التى كانت بمثابة حجر الزاوية في مشوار حسن الأسمر فاستطاعت أن تقلب حياته كليا بسبب نجاحها وانتشارها السريع رغم كواليسها التى جاءت فجأة دون أي ترتيبات مسبقة كما حكى حسن الأسمر أن الفكرة داعبت خياله أثناء سيره على الطريق: "الأغنية دي جاتلي فكرتها وأنا بلف بالعربية لإني كنت غاوي أتمشى بالعربية في القاهرة من الساعة 2 بالليل لحد الفجر".
وأضاف: "كان جنبي صديق ليَّا فقولتله اسمع المذهب ده وبدأت أقول كتاب حياتي يا عين لقيته انهمر في البكاء".
من أهم المحطات في حياة حسن الأسمر التمثيل في السينما والتليفزيون فكما كان يحلم بالغناء ويحلم بالوقوف أمام الكاميرا والتمثيل أيضا سواء على شاشة السينما أو التليفزيون فموهبته الفطرية هي التي حسمت الأمر.
وشارك حسن الأسمر في عدة مسلسلات أبرزها مسلسل "قمر" 2008 كما كان له دور بارز في مسلسل "أرابيسك" سنة 1994 رفقة صلاح السعدني وكرم مطاوع حيث تميز بشخصية رزق "العجلاتي" ذلك الشاب البسيط الذي يعمل في محل لتأجير الدراجات الهوائية داخل الحارة الشعبية التي تدور بها الأحداث ويميل إلى بنت من بنات الحارة ورغم تقارب المستوى الاجتماعي إلا أن المستوى التعليمي جعل الفارق بينهما كبيرًا وجعل البعض يمتعض من فكرة وجود ارتباط بينهما ليتحول بين ليلة وضحاها لمطرب شعبي أصبحت شهرته ملء السمع والبصر.
كما شارك بعدة أفلام نذكرها جميعًا إلى الآن "ليلة ساخنة" سنة 1996 "بوابة إبليس" 1993 "عيون الصقر" 1992 وحصل على بطولة في فيلم وحيد هو "أنغام الغريب".
وذلك بجانب مشاركته كمطرب وممثل في عدة مسرحيات: "باللو باللو" 1997 رفقة صلاح السعدني أيضًا ومحمود الجندي ومسرحية «حمري جمري» ومسرحية "الخواف".
ورغم ما حققه حسن الأسمر من نجاح في الغناء والتمثيل فهو ترك علامات في الأغنية الشعبية التى ميزها المواويل التى كان يلقيها بشجن شديد أهمها "كتاب حياتي"، و"عد الجروح يا قلم" "بحلم وأنا صاحي"، و"متشكرين" "أعملك إيه" و"اتخدعنا"، و"الله يسامحك" اختفى من على الساحة الفنية واكتفى بحياته العائلية.
وبعد مشوار يقدر بمئات الأغنيات الشعبية توفي حسن الأسمر في أغسطس 2011 قبل أن تذاع أغنيته الأخيرة التي سجلها بعنوان "بحب الحياة" بعد أن وافته المنية عقب إصابته بجلطة في القلب وتم إيداعه بأحد المستشفيات حتى توفي لأن قلبه لم يستطع تحمل تلك الجلطة الشديدة.