نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية تقريرًا عن الفيلم السعودى الرومانسى "بركة يقابل بركة"، الذى تقدمت به المملكة العربية السعودية لمسابقة الأوسكار، وقالت فيه إن حياة البطلين تمشى على النقيض من النقاش العالمى عن الحرب والإرهاب والذكورية التى عادة يربطها الكثيرون بالمملكة.
وتتقدم السعودية بالفيلم فى مسابقة الأوسكار لمخرجه محمود صباغ، وهو فى الطليعة من المبدعين السعوديين الذين يفكون قيود ثقافة شديدة المحافظة، على حد قول الصحيفة البريطانية اليوم الأحد.
ونقلت الصحيفة عنه قوله إنه يريد أن يصنع شيئًا "يتحدى النمطية ضدنا والتى بين بعضنا البعض... ليس لاستمالة الغرب ولكنها مرحلة ما بعد الأيدولوجية – إننى أساسًا أردت أن أصنع فيلمًا عن الطريقة التى نعيش بها اليوم فى السعودية".
ولكن المخرج يعمل فى بلد محدودة الأنشطة الفنية والثقافية، حيث السينمات العامة ممنوعة والرقابة الذاتية منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى ومنتقدو الحكومة فى السجن، بحسب الفاينانشال تايمز.
ولكن الأمير محمد بن سلمان آل سعود، 31 عام، والذى يتمتع بنفوذ واسع يسير فى خطة جريئة "لتحويل بلاده"، حيث يركز على تطوير القطاع الخاص وتخفيض اعتماد المملكة على النفط، وكذلك على توسيع مجال الفن والثقافة عن طريق تأسيس "مدن ترفيهية متكاملة".
وقال صباغ، وهو حاصل على درجة الماجيستير فى السينما من جامعة كولومبيا الأمريكية: "إنه لأمر إيجابى أن القيادة الشابة فى السعودية بدأت لأول مرة منذ أجيال مجابهة المشكلات الحقيقية التى نواجهها كشباب".
وقالت الصحيفة إن صباغ يريد كذلك وعود لدعم الفن من خلال التعليم الثقافى والوضوح بخصوص قواعد الإنتاج لمساعدة العاملين فى المجال.
وأضاف المخرج للصحيفة: "نحن بحاجة لوزارة للثقافة تؤمن بالناس وتعطيهم القدرة على التنظيم بشفافية أكبر وحرية الإبداع والتجمع... إن القيادة السعودية لديها رؤية عظيمة من أجل التغيير، ولكن وزير الثقافة لا يترجم هذه الرؤية إلى سياسة ديناميكية".
وفى الفيلم، "بيبى"، واسمها الحقيقى "بركة"، هى فتاة قوية تتحدى الصور النمطية وتعرض رقمها على الشاب المعجب بها "حتى يتناقشا فى الفن" عندما يتقابلا فى معرض فنى. أما بركة، البطل الأخر، فهو موظف حكومى أُرسل لمعاينة عرض أزياء لديه تصريح خاطئ، وهناك يقابل "بيبى"، وهى لا تغطى شعرها، ويقرر عدم إبلاغ "الشرطة" الدينية" عن الأمر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفيلم يبرز كذلك الجيل السابق لجيل الشباب الحالى فى السعودية، حيث كان والدا بيبى وبركة أكثر حرية فى جدة، وكان هناك رقص فى الشوارع واختلاط بين الجنسية فى معارض الفن وفى السينمات الخاصة.
ولكن على السعوديين السفر لبلد أخر لمشاهدة الفيلم، الذى كان إنتاجه ذاتيًا وتكلف نصف مليون دولار، أو مشاهدته على الإنترنت. وحظرت السعودية السينمات فى أواخر السبعينيات عندما أخذ رجال الدين السلفيين مكانة أكبر بعد موجة من التطرف الدينى بلغت ذروتها باقتحام المسجد الحرام عام 1979، طبقًا للصحيفة البريطانية.
وتوجد شائعات إنه سوف يتم السماح بالسينمات كنوع من إتاحة الحريات الاجتماعية لتخفيف ألم إجراءات التقشف التى تنتهجها الحكومة بسبب انخفاض أسعار النفط، ولكن هذا التغيير سيكون تدريجيًا بسبب معارضة الإسلاميين للترفيه العام، حسب تقرير الفاينانشال تايمز.
وقال مستشار حكومى: "لن يحدث هذا بين يوم وليلة، ربما تعرض بعض الأفلام فى فعاليات ما، لنقل استاد رياضى، فسوف يكون الأمر تدريجى للغاية".
ولكن صباغ يريد تغيير أسرع، قائلًا: "عليهم الاعتراف بالسينما كفن ومنح التصريحات لها، فلدينا شباب موهوب يمكن أن يكونوا جزء من التقدم الاجتماعى وإرسال رسالة للعالم".
فيلم بركة يقابل بركة