عانت السينما المصرية ، طوال السنوات الأخيرة ، من مشاكل كثيرة ، تمثلت فى انخفاض عدد الأفلام المنتجة والقرصنة وغيرها، ما دفع إدارة الدورة الـ 38 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى -المقرر انطلاقها منتصف شهر نوفمبر الجارى- فى التفكير لدفع صناعة السينما إلى الأمام، عن طريق فكرة بانوراما الأفلام المصرية المتميزة التى اختارت فيها إدارة المهرجان مجموعة من أفضل الأفلام المصرية المقدمة فى الفترة من 2015 و2016 لتعريف جمهور المهرجان من الأجانب بها وتم وضع ترجمة باللغة الإنجليزية عليها.
وقال الناقد يوسف شريف رزق الله مدير المهرجان لـ"انفراد" إن الفكرة جديدة على مهرجان القاهرة ولم يتم تطبيقها من قبل، ولكنها معروفة عالميًا والكثير من المهرجانات الدولية التى لها اسمها وسمعتها في دول عديدة مثل إيران وتركيا وغيرها تعرض مختارات من أفلامهم مترجمة وهو ما يساهم بشكل كبير فى تعريف الجمهور بأفلام الدول المنظمة للمهرجان والمستوى الذى وصلت إليه.
وأضاف الناقد الكبير :"هذا العام خدمنا الحظ بصورة كبيرة فى اختيار الأفلام المصرية التى تعمدنا أن تكون ذات جودة فنية مرتفعة من حيث نقاء الصورة ووضوح الرؤية والأفكار المقدمة بالعمل، والإخراج الجيد والموسيقى التصويرية الجذابة والأداء المتميز للممثلين، ووجدنا أن هناك الكثير من الأفلام التى ينطبق عليها الشروط والتى أهلتها جودتها الفنية إلى المشاركة في الكثير من المهرجانات واقتناص الجوائز، كفيلم "نوارة" بطولة منة شلبى وفازت عنه بجائزة المهر الذهبى ، وفيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب الذى تم اختياره من قبل النقاد لافتتاح قسم "نظرة ما" وهو ثانى أهم قسم فى مهرجان كان السينمائى الدولى".
وتابع رزق الله، أن جزءا من واجب مهرجان القاهرة هو تعريف الجمهور بالمستوى الذى وصلت إليه السينما المصرية حاليا خاصة أن فى السنوات الماضية ونظرا للظروف التى مرت بها الدولة انحصرت الأفلام المقدمة فى نوعية واحدة وقلت الأفلام الجيدة، ولذلك فإن مهرجان القاهرة هذا العام يعمل على إعادة صورة السينما المصرية المشرقة للأذهان من جديد، وهى فرصة ذهبية لدفع صناعة السينما وإعادتها لمكانتها الرائدة الجديرة بها بحكم تاريخها وثرائها السينمائى.
ويشارك فى مهرجان القاهرة هذا العام 10 أفلام مصرية منها فيلمان يشاركان فى المسابقة الرسمية بالمهرجان وهما فيلم "يوم للستات" الذى تم اختياره فيلم افتتاح الدورة الـ 38 أيضا وهو من بطولة إلهام شاهين ونيللى كريم وفاروق الفيشاوى ومحمود حميدة وهالة صدقى وسماح أنور وأحمد الفيشاوى وإياد نصار وأحمد داود ومن تأليف هناء عطية ومن إخراج كاملة أبو ذكرى، وتدور أحداثه حول افتتاح حمام سباحة فى منطقة شعبية وتخصيصه يوم للسيدات فقط وهو ما يقلب حياة السيدات هناك.
وفيلم "البر التانى" للمخرج على إدريس والذى تدور أحداثه حول الهجرة غير الشرعية من خلال مجموعة من الشباب يحلمون بالسفر إلى إيطاليا ويخاطرون بالسفر فى مركب متهالك لتحقيق هذا الحلم ، والعمل من بطولة مجموعة من الشباب منهم محمد على وسليم سليمان وغيرهم إضافة إلى عبد العزيز مخيون وحنان سليمان وعفاف شعيب.
أما باقى الأفلام المصرية المشاركة فهى فى قسم بانوراما الأفلام المصرية المتميزة وهى فيلم "نوارة" من بطولة منة شلبى ومحمود حميدة وشيرين رضا وأحمد راتب وأمير صلاح الدين ورحمة حسن ورجاء حسين، ومن تأليف وإخراج هالة خليل وتدور أحداثه حول فتاة من طبقة فقيرة تحلم بالزواج من حبيبها ولكن أحداث 25 يناير تقلب حياتها رأسا على عقب نظرا لعملها فى فيلا لأحد الوزراء الهاربين.
وفيلم "قبل زحمة الصيف" للمخرج الراحل محمد خان والذى تدور أحداثه حول طبيعة حياة مجموعة من الأفراد المتواجدين في إحدى القرى السياحية قبل حلول فصل الصيف وازدحام "البلاجات" بالمصيفين، ويشارك فى بطولته هنا شيحة وماجد الكدوانى وأحمد داوود.
إضافة إلى فيلم "سكر مر" للمخرج هانى خليفة وفيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" للمخرج يسرى نصر الله والذى شارك فى الكثير من المهرجانات منها مهرجان لوكارنو بكندا ومهرجان medfilm الإيطالى وفيلم "خارج الخدمة" للمخرج محمود كامل، وفيلم "حرام الجسد" بطولة ناهد السباعى وزكى فطين عبد الوهاب وسلوى محمد على وأحمد عبد الله محمود ومن تأليف وإخراج خالد الحجر، وتدور أحداثه حول زوجين من الريف، يعملان لدى ثري يُدعى مراد، وفي فترة الانفلات الأمنى واقتحام السجون فى فترة ثورة 25 يناير يهرب أحد أقاربهم ويدخلهم في مشاكل كثيرة، وفيلم "اشتياك" بطولة نيللى كريم وهانى عادل وطارق عبد العزيز وأحمد مالك وأحمد الداش ومن تأليف خالد دياب ومن إخراج محمد دياب الذى شارك فى التأليف أيضا، و تدور أحداث الفيلم بعد 30 يونيو 2013 داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين لحكم جماعة اﻹخوان المسلمين وذلك بعد خلع الرئيس محمد مرسي من الحكم، متضمنة لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا أيضًا، وعارضة لجزء كبير مما يحدث في مصر.
وفيلم "هيبتا المحاضرة الأخيرة" بطولة ماجد الكدوانى ونيللى كريم وعمرو يوسف وياسمين صبرى وأحمد مالك وأحمد داود ومن تأليف وائل حمدى وهو مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم لمحمد صادق ومن إخراج هادى الباجورى، وتدور أحداث العمل حول الدكتور شكرى مختار (ماجد الكدواني) اختصاصى علم النفس الذى يقرر أن يقدم محاضرة أخيرة ، ويقوم من خلال محاضرته الأخيرة بالإجابة على واحد من أهم الأسئلة المركزية، وهو كيفية حدوث الحب، حيث يشرح خلال محاضرته المراحل السبعة للحب من خلال 4 قصص حب مختلفة تمر بكثير من المنعطفات والتقلبات.