قليلات هن للغاية الفنانات اللاتى يجمعن بين الموهبة والجمال والفكر، وعندما نتحدث عن توافر الصفات الثلاثة فى امرأة تعمل بالفن، لابد أن نضع المطربة الكويتية شمس فى الصفوف الأولى بجانب أخريات، حقيقة لم أكن أعرفها على المستوى الشخصى سوى منذ أيام قليلة، نعم كنت أعرفها كمطربة "حلوة" تقدم أغنيات لذيذة ثم تغيب وحفلة ثم تسافر، أحترمتها بشدة عند ظهورها منذ نحو 7 سنوات فى برنامج أتذكر أنه كان مع الإعلامى محمود سعد، وإذا بمتصل يتحدث عن حياته البائسة، وأنه لا يجد قوت يومه، لديه منزل مهدوم لا يملك ثمن بنائه وتشييده، إذ تدخلت المطربة شمس وأعلنت عن توليها هذا الأمر، وأنها ستتبرع له ببناء المنزل حتى يكون صالحا للجلوس فيه، هنا أحترمتها كثيرا ليس كفنانة فحسب ولكن كإنسانة تشعر بآلام الآخرين، ومدى احتياجهم.
منذ أيام قليلة جاءت النجمة الكويتية شمس، والتى تعد من أبرز المطربات الخليجيات، إلى مصر، للتحضير لألبومها الغنائى الجديد، وحرصت على أن يحتوى على أغانى مصرية وكويتية ولبنانية، بحسب حوار صحفى أجرته معها، فى لافتة منها لإرضاء والتعبير عن كل الشعوب العربية باعتبارهم واحد ونابعين من وطن ودم واحد هو "الدم العربى"، وانفرد بحوار معها الإعلامى خالد صلاح من خلال برنامجه "على هوى مصر"، المذاع على فضائية "النهار"، تطرقت "شمس" خلال حلقتها للعديد من الموضوعات بجانب فنها، وتحدثت بعفوية شديدة، وبطريقة بها فكر نابع عن قارئة جيدة ومثقفة ملمة بكل تفاصيل المشهد الحالى.
علقت "شمس" عن المتطرفين الذين يفجرون أنفسهم ثم بعد ذلك سيجدون "نساء الحور العين" فى الجنة ينتظرونهم، حتى قالت نصا فى إشارة منها لانتقاد هذا الأمر، "إن الجنة مش أوتيل.. والله أرقى أن يفجر أحد نفسه عشان يشوف كام بنت"، خاصة أن هناك فيديو كان منتشرا بضراوة عبر مواقع التواصل الاجتماعى تحدث فيه مجموعة من المتطرفين دينيا "أصحاب الذقون الغريبة وغير المهندمة" والتى تعيدنا للجاهلية، عن ضرورة أن يقاتل الشباب لإعلاء الشريعة الإسلامية، وعندما "يفجرون أنفسهم"، سيجدون نساء الحور العين فى انتظارهم بالجنة، وهو الأمر الذى أثار اشمئزاز وغضب كل من شاهده، ومن المؤكد أن شمس إحداهن، ولذلك تطرقت للحديث فى هذا الأمر.
وبعد ساعات من ظهور نجمة الخليج عبر برنامج "على هوى مصر"، وتحدثها بفكر جديد قادر على الإقناع، جاء طيور الظلام وسنوا لها السكاكين وعلقوا لها المشانق، وكأنهم حكام من السماء، أنزلهم الله على الأرض، ليحاسبوا العباد، فسرعان ما اتهموها بأنها تعيب فى الذات الإلهية"، هذه الفئة التى لا تفعل شيئا سوى "وضع قائمة اغتيالات"، "تكفير الناس"، "رفع القضايا"، أما أن يفيدوا الناس والبشرية بشىء فمن المحال، لأنهم يعتبرون أن "الإنسان تواجده فى الحياة" من الأساس حرام، ويضعون أنفسهم فوق كل الأشخاص والحكماء، وعلى الجميع أن يسير خلفهم وخلف أفكارهم المتطرفة.