قال المخرج الصينى جيا زانكيهخلال الندوة التى أعقبت عرض فيلمه "قد تنتقل الجبال" بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية والتى أدارها الناقد أمير العمرى إنه يحب العمل مع زوجته لأن بينهما تفاهم متبادل وتريحه فى العمل، مشيرا إلى أنه لا يرى غيرها فى أدوار البطولة للأفلام التى يقدمها ليس لأنها زوجته لكن لأنها ممثلة موهوبة وتستطيع بأدائها أن تلمس قلب الجمهور، والعمل معها يزيد من قيمة العمل المقدم، مؤكدا أنه يحضر معها فيلما منذ عاميين، كما يستعين بأرائها قبل الدخول فى أى عمل جديد، لافتا إلى أن بينهما مشاكل فى الكواليس نتيجة اختلاف آرائهم، ويعمل فى هدوء لحل هذه المشاكل لكن فى النهاية يكون رأيها هو الأصح.
وأضاف أن السينما المصرية قد تلقى قبولا من قبل الجمهور الصينى حال عرضها هناك لأن مصر والصين بينهما قواسم مشتركة فالبلدين لهما تاريخ عريق وعدد سكانهما كبير، لافتا إلى أن الأفلام الصينية تلقى قبولا من المصريين لهذا السبب، لافتا إلى أن الأفلام الصينية القديمة لا تتناسب للعرض فى مصر لأنها تحمل ثقافة ومشاكل المجتمع الصينى فى حين إذا أرادت السينما المصرية غزو الصين عليها تقديم أفلام تتناسب مع الجمهور العالمى ولا تركز على المشكلات المحلية، موضحا أنه ينسق مع المركز الثقافى الصينى لعروض أفلامه فى مصر.
وتحدث المخرج عن فيلمه "قد تنتقل الجبال" قائلا إنه حرص على أن يستخدم تقنيات تصوير مختلفة لتواكب العصور والأزمنة المختلفة التى تدور فيها الأحداث، مشيرا إلى أنه تعمد أن يكون كادر الصورة ضيق فى المشاهد التى تعبر عن فترة التسعينيات، فيما يبدأ بتوسيعه تدريجيا خلال الفيلم، لافتا إلى أنه استخدم معدات تصوير قديمة خلال تصوير أحداث العمل التى تدور فى فترة التسعينيات حتى يشعر الجمهور أن الأحداث تجرى فى هذا الوقت بالفعل، كما تحمل تضييق وتوسيع الكادر دلاله درامية أخرى وهى أن بطل الفيلم كانت أفكاره نمطية ومحدودة فى البداية لكن بعد سفره إلى أستراليا أصبحت أكثر انفتاحا وانطلاقا.
وتابع أن الأغنية التى تمت إذاعتها أكثر من مرة خلال أحداث الفيلم والتى لم تفهم البطلة معناها سوى فى الآخر، وتعبر عن فترة التسعينيات، مؤكدا أنه رأى أن هذه الموسيقى هى التى تعبر عن شباب التسعينيات ولذلك اختارها، مؤكدا أن من يشاهد الفيلم يسترجع ذكريات جميلة بوجودها، موضحا أن أفلامه تلقى قبولا جماهيريا أكبر خارج الصين لأنه يقدم نوعية أفلام واقعية وينتقد من خلالها الواقع فيما تعتبر هذه النوعية من الأفلام غير مرحب بها حاليا فى الصين من قبل الجمهور أو الحكومة التى تبنى فى الحلم الصينى وترحب بالأفلام الإيجابية وأفلام الرسوم المتحركة، مؤكدا أن أفلامه ستكون أكثر قبولا فى المجتمع الصينى بعد مرور فترة من الزمن، لافتا إلى أن الرقابة لم تعترض على أفلامه لكن المجتمع هو الذى يرفض الاعتراف بسلبياته، وشدد على أنه يشعر بنجاح أفلامه من خلال الانترنت وأفلامه تلقى إقبالا جماهيريا من مستخدمى الكمبيوتر.
وأضاف زانكيه أن حياة بطلة فيلمه "قد تنتقل الجبال" تتشابه مع حياته لأن الأحداث تدور فى نفس البلدة التى عاش فيها، لذلك استعان بتجاربه الشخصية فى بعض أحداث العمل.
يشار إلى أن المخرج الصينى جيا زانكيه تم تكريمه فى حفل افتتاح الدورة الـ38 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بإعطائه جائزة فاتن حمامة وعبر عن سعادته بهذا التكريم وبزيارته لمصر لأول مرة.