عرض في السادسة والنصف مساء اليوم الأحد الفيلم الجزائرى "حكايات قريتى" ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى، بالمسرح الكبير فى دار الأوبرا المصرية، وكان المخرج التونسى شوقى الماجرى من ضمن حضور الفيلم، وأقيمت ندوة بعد العرض أدارها الناقد عصام زكريا.
فى البداية اشتكى مخرج ومؤلف الفيلم كريم طريدية من تقنية شاشة العرض بالمسرح الكبير إذ لم تخرج نسخة الفيلم بالشكل المطلوب، إلا على دراية بأن القاعة التى عرض عليها الفيلم مخصصة للموسيقى وليست مجهزة تماما للعرض السينمائى وعلى القائمين على المهرجان حل هذه المشكلة مستقبلاً.
وعن اختياره لشخصية الطفل الذي قدم دور البطولة "بشير" أوضح طريدية أنه اختار هذا الطفل ليمثل كل الأطفال الصغيرة فى هذا التوقيت، مضيفاً أن القصة محلية وعبارة عن بشير وعائلته المكونة من هلال تفاصيل هذه العائلة الصغيرة، مؤكداً أن الفيلم لا يتناول الحرب والاستقلال فى الجزائر وإنما اختار فيلما يتناول شيئا وطنيا كبيرا كالثورة الجزائرية والأبطال والشعداء بقصة صغيرة وحميمية.
وتواجد منتج الفيلم فى الندوة وأكد أن العمل يدخل ضمن مجموعة الأفلام الخمسينية التى تم انتاجها عن استقلال الجزائر من خلال وزارة الثقافة الجزائرية، وكانت من أفلام لمخرجين كبار،مضيفاً أن هذه النوعية لم تعتمد على فكرة البطل وانما تعطى مظرة عامة من خلال شخص يجسد كل الشعب وهو ما قدمته كريم طريدية في الفيلم.
وعاد طريدية للحديث عن الفيلم وأكد محاولته للمناقشة التحرر من حالة الإحباط التى تراود الشعب الجزائرى قبل الاستقلال عندما كان عمره ١٣ عاماً، موضحاً أن "حكايات قريتى" عن تجربة شخصية له، ويروى إحباطاته، لافتاً إلى أن المشهد الأخير الذى أضافه للأحداث الأخيرة ليس من الذاكرة لوجود اسم أبو مدين فيه وهو لم يكن معروف فى تلك الفترة، ليشير إلى الحيرة والضبابية التى سادت الموقف وسيطرت على من قاموا بالتحرير والاستقلال.
وأشار المخرج الجزائرى المقيم في هولندا أن السيناريو بدأ في كتابته منذ سنه ١٩٩٠، موضحاً أن مشهد السيدة التى اعتادت على إطعام الطفل بشير للعسل بيدها بأن هذه الشخصية مازالت متواجدة بالفعل في حياته واعتادت يوم الأحد من كل أسبوع بعد الكنيسة إحضار العسل وإطعام الصبية، مضيفاً أنه عندما كان صبياً أحب العسل ولكن عندما كبر شعر كم هو مهين مع الأطفال وهذا يجسد فكرة الاستعمار وشعرت بالغضب بعدها وقرر أن ينتقم بمشهد "عضة" الطفل للسيدة.
وتابع طريدية أنه غير مؤمن بأن الفن يقدم رسائل وإنما يقوم بعمل فيلم للمشاهد عليه أن يخرج منه بما فى داخل العالم ، موضحاً أن العلاقة بين الجندى الفرنسى والمواطن فى الفيلم ما هى إلا مجازية، إذ كان للمواطن حلم أن يحل الجندى الفرنسى محل والده ، ولكن عندما اكتشف أن هذا الجندى من الممكن أن يكون خائنا وبالتالى تغيرت مشاعره ناحيته.