شهدت فعاليات اليوم الثامن للدورة الـ38 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عروض عدد كبير من الأفلام فى المسابقات المختلفة، وإقامة ندوات لهذه الأفلام وكان أبرزها للفيلم الأستونى "الفتى القطبى" المشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان، بحضور مخرجته أنو أون التى تخوض به أولى تجاربها فى الإخراج لأفلام رواية طويلة، والمنتج بريت باسكى.
فى البداية قال المنتج بريت باسكى إن صناعة السينما فى أستونيا ليست كبيرة وتصل عدد الأفلام سنويًا من ٥ إلى ٧ أفلام فى العام، مضيفًا أن هناك صعوبات فى عمل الأفلام إلا أنهم تلقوا دعمًا من الدولة وكانوا محظوظين بوجود داعمين آخرين الأول من مهرجان تورينو والثانى من صندوق نيبكا فى مهرجان برلين.
ومن جانبها أشارت المخرجة أنو أون إلى أنها جهزت هذا الفيلم لمدة عامين واستغرق اختيار الممثلين مدة طويلة، لافتة إلى أنها اعتمدت فى ذلك على مدرستين للتمثيل وقامت من خلالهما باختبارات للطلبة من هناك، وأيضًا من فرق الشباب الصاعدة، موضحة أن الشخصيتين الرئيستين اختيارهما كان الأهم لها، حيث إن البطلة هى خريجة معهد المسرح منذ عامين، أما البطل فهو ما زال طالبًا فى المعهد ورأته صدفة أثناء إجرائه بروفات عرض مسرحى، وبعد ذلك وقع الاختيار عليه بشكل نهائى بعد عمل اختيارات له أمام الكاميرا.
وعن تصوير فى الفيلم، أوضحت المخرجة أنها وضعت خطة عمل مع مدير التصوير بأسلوب ملائم لطبيعة الأحداث، وكان به عناية شديدة لأن البطل يعمل مصورًا فوتوغرافيًا، مضيفة أن البطل تلقى بعض التدريبات على التصوير الفوتوغرافى حتى يكون على دراية كاملة ويتصرف كأنه مصور محترف.
وعن اختيار مرض الهوس الاكتئابى الذى يعانى منه البطل أكدت أن الفكرة جاءتها من خلال أحد أقاربها الذى تم تشخيص حالته بهذا المرض عندما كان فى ١٦ سنة، مضيفة أنها قامت بزيارته وقضت معه 3 أيام ورسالته عن حياته وأحاسيسه من المرض وكيف تعرف على وجوده، كما قضت وقت مع أسرته حتى تعرف كيف يتعاملوا معه و3 أيام أخرى مع المعالجين النفسيين فى أحد المستشفيات النفسية للتعرف على أعراض المرض وكيفية علاجه والتعامل مع المرضى، ومن هنا كتبت النسخة الأولى من السيناريو.
وفى نفس المسابقة، أقيمت ندوة للفيلم الجورجى "حياة أنا" فى حضور مخرجته ومؤلفته نينو باسيلى، التى قالت إن أحداث الفيلم مباشرة وواضحة جدًا حيث يناقش دوافع الهجرة غير الشرعية للجورجيات إلى أمريكا، ويعطى رسالة أن الهروب من بلد ليس حلاً والخروج منها لا يعنى أن صاحب هذا القرار ينتظره مصير أفضل والحل هو الصراع مع الحياة، مضيفة أنها قابلت أشخاص كثيرين متمسكين بالصراع والحرب لأجل البقاء، رافضين فكرة الهروب لبلاد أخرى، لافتة إلى أن جورجيا استقلت منذ 25 سنة، وما زالت فى طور النمو والأمور قد تصبح أفضل.
وأشارت نينو باسيلى إلى أن المظاهرة التى تم تقديمها فى مشهد النهاية تعكس واقع الشباب الجورجى الذى أصبح متمردًا على أفعال عديدة، وأصبح متفاعلاً ومصرًا على أن يعيش حياة أفضل داخل بلده، موضحة أن نهاية الأحداث جاءت مفتوحة لأنه لا أحد يعلم التطورات التى ستحل بهذا المجتمع، ومفادها أن بطلة القصة ستقاوم داخل بلدها، وربما تتبع خيارات عادية مثل أى شخص قد تتزوج وتكمل حياتها على هذا النسق.
وتابعت أن الوضع فى جورجيا يسير على وتيرة واحدة منذ 10 سنوات، حيث حالة اقتصادية خانقة، وهجرة للخارج مغلقة، ومن يستطيع الحصول على أموال يدخرها ويدفعها فيما بعد لأحد السماسرة ويهاجر بشكل غير شرعى إلى أمريكا بسبب الوضع الصعب فى أوروبا، موضحة أنها رغم كل هذه الظروف فخورة ببلدها وكونها مستقلة تحكم نفسها بنفسها.
وأكدت أن تجربة الهجرة غير الشرعية للنساء إلى أمريكا يقوم بها الكثير من النساء فى جورجيا ولا يجدون فرصة عمل هناك بسهولة، فيضطرون لاتباع أى عمل لأجل ارسال الأموال لأبنائهم، وأن هناك جيلاً بالكامل وصل عمره إلى 17 سنة، ولا يعرف عن والدته سوى صورة تظهر على برنامج "سكايب"، متطرقة للحديث عن أصعب المشاهد التى قدمتها فى العمل كان مشهد جرى البطلة مع الأطفال فى النهاية والذى تم تصويره مرة واحدة "وان شوت"، وصعوبته كانت فى وجود أطفال والذين يصعب السيطرة عليهم والحفاظ على تركيزهم بشكل متواصل.
والمشهد الثانى ضمن المشاهد الصعبة كان يخص الممثلة التى جسدت شخصية الجدة، إذ كان أداؤها مسرحيًا وتظهر فيه على أنها تمثل بشكل زائد عن اللازم، ونيو باسيليا كانت ترغب فى خروجه بأداء سلس بدون افتعال، وكثرة النقاش بين المخرجة والممثلة أدى لخلاف بينهما.
وفى مسابقة بانوراما دولية أقيمت ندوة للفيلم المجرى "صوت مخنوق" بحضور مخرجه أرباد سوبسيتس، الذى قال إن قصة الفيلم حدثت بالفعل فى المجر وسمع بالحادثة من خلال الراديو عام 1970 مضيفًا أنه كان على دراية كاملة بأن الفيلم سيكون من الصعب تحقيقه وإنتاجه، وعندما قدم اقتراح الفكرة للتليفزيون عام 2000 تم رفضها لشعورهم بأن الموضوع صعب على المشاهدين تصديقه والموافقة عليه.
وأشار المخرج المجرى إلى أنه قدم الفكرة مرة أخرى منذ 3 سنوات وحصل على الموافقة لتنفيذها، موضحًا أنه اختار هذا الموضوع لأنه مبنى على أكثر من طبقة فهناك السياسية، وآخرون تتكلم عن الإحساس بالذنب، وثالثة تسلط الضوء على الجريمة، لافتًا أن التحقيق جاء كنوع من الإثارة والتشويق لجذب المشاهد إلى الأحداث.
وتابع أرباد سوبسيتس أن "صوت مخنوق" هو فيلم ينتقد النظام وهذا ويطرح فكرة قوية عن مسألة الصراع على السلطة، من خلال إظهار للمشاهد كيف يعمل النظام فى الدولة ويقع بسببه الشعب ضحايا للأفراد الذين يشغلونهم، مؤكداً أن القصة عبارة عن خطأ مشهور جدًا فى المجر خلال هذه الفترة وحدث فى القضاء.
وشدد المخرج على أن هذا الفيلم يعد من أكثر الأفلام المجرية نجاحًا على مستوى السوق السينمائى والأعلى مشاهدة هناك، مشيرًا إلى أن هناك فيلمًا إسبانيًا شبيهًا بفكرة "صوت مخنوق" ودارت أحداثه فى فترة الثمانينيات، موضحًا أن الجريمة من الممكن أن تحدث فى أى مكان ولكن المهم رد فعل النظام تجاه هذه الجرائم وهذا هو الاختلاف.