محطات سينمائية متميزة ومشوار فنى طويل وأدوار مختلفة جسدتها النجمة الكبيرة لبنى عبد العزيز، حيث وقفت أمام كبار نجوم زمن الفن الجميل أبرزهم عبد الحليم حافظ ورشدى أباظة وأحمد مظهر وغيرهم، واستطاعت أن تخلق لنفسها لونا سينمائيا مختلفا يميزها عن غيرها من فنانات جيلها، فقدمت فيلم "عروس النيل"، واشتهرت من خلاله بشخصية "هاميس"، التى ما زال يرددها محبو زمن الفن الجميل، وكذلك دور "جهاد" فى فيلم "وإسلاماه"، إضافة إلى أدوارها فى أفلام "غرام الأسياد" و"الوسادة الخالية" و"رسالة من امرأة مجهولة" و"إضراب الشحاتيتن"، وغيرها من عشرات الأعمال.
النجمة الكبيرة لبنى عبد العزيز تم اختيارها لتكون ضيف شرف الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية، والمقرر إقامتها فى الفترة من 30 يناير الجارى وحتى 5 فبراير، عن اختيارها ورأيها فيما يخص الساحة السينمائية وممثلات الجيل الحالى، أجرينا معها هذا الحوار.
فى البداية قالت النجمة الكبيرة لبنى عبد العزيز: سعادتى لا توصف بهذا الاختيار، فقدت تلقيت اتصالا هاتفيا من الناقدة السينمائية ماجدة موريس رئيس المهرجان، والتى أشادت بى وبتاريخى بل ووصفتنى بألقاب كثيرة، جعلنى أخجل من هذه الحفاوة الشديدة والتقدير الكبير، وأضافت عبد العزيز أن سعادتها لا تتمثل فقط باختيارها كضيف شرف لمهرجان سينمائى هام، ولكن لكونه فى الأقصر، موضحة أن هذه المدينة الفرعونية تمثل لها معزة خاصة تصل لحد العشق منذ طفولتها، حيث صورت فيها بعض أفلامها الهامة والناجحة، فضلا عن قضائها شهر العسل فيها، والذى ما زالت تتذكره حتى الآن على حد قولها.
وأشارت عبد العزيز إلى أنها كتبت كثيرا عن الأقصر وجمالها، والقيمة التاريخية لهذه المدينة، لكونها أعرق وأقدم بلد فى مصر القديمة، لافتة إلى أن هذه المدينة لها تاريخ عظيم ملىء بالنجاحات والانتصارات، ومن يقرأ التاريخ، سيعرف ذلك، مضيفة أن السياح يأتون من جميع أنحاء العالم كى يشاهدوا عظمة آثارها ومعابدها، وجمال طبيعتها الساحرة، وأضافت أن كثير من أصدقائها بالولايات المتحدة الأمريكية، أتوا خصيصا إلى مصر لمشاهدة مسرح الصوت والضوء بالأقصر، وإدراك مدى عبقريته وجماله.
وعن رأيها فى نجمات الجيل الحالى ومن منهن يجذب أنظارها، قالت عبد العزيز للأسف الآن نجمات الجيل الجديد تفتقدن التميز والإختلاف، ففى السابق كان لكل فنانة شخصيتها وشكلها المختلف ولونها التمثيلى الخاص بها، لكن أعتقد الآن أننا ما زلنا فى مرحلة فيها نوعا من التشابه، لأن كلهن يقلدن بعضهن، ولذلك لن تجد ممثلة بارزة، ونحن فى انتظار أن يتحقق هذا ويظهر الأفضل.
وأرجعت عبد العزيز السبب إلى "الوقعة المدوية" للسينما المصرية بأكملها، مؤكدة أن السبب الرئيسى فى ذلك قلة الأفكار وضعف كتاب السيناريو المتواجدين على الساحة، ففى السابق كان لدينا نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس، وكانت أجيال كاملة ومنهم جيلى يعتمد على روائع هؤلاء وكتاباتهم العبقرية، وأكدت لبنى عبد العزيز أن نهضة السينما وانتعاشتها لن تتحقق إلا بنهضة الأدب والكتابة، لافتة إلى أن الشاشة الفضية تحتاج إلى أفكارا وأدب جيد.
وبخصوص رأيها فى الأفلام التى شاهدتها فى السينما على مدار السنوات الماضية أو حتى الحالية، قالت عبد العزيز: أعتذر لعدم مشاهدتى للأفلام المصرية منذ فترة، فقد حاولت عدة مرات ولكن صوعقت، بسبب السلوك والألفاظ المتواجدة فى هذه الأفلام، إضافة للنكتة والصوت العالى والرقصة المستفزة والواحدة ونص، مشيرة إلى أن هذه الأفلام لاتمثل الشعب المصرى لا من قريب أو من بعيد، وفى النهاية أسمع صناع السينما الحاليون يرددون "الجمهور عايز كده.. الجمهور عايز كدة"، وهذا كذب وافتراء، فالجمهور المصرى أعرفه جيدا فهو لايريد هذا، ولكن صناع السينما هم الذين يقدمونها لهم، ويكتشف الجمهور أنه لا يوجد بضاعة سينمائية غير التى يقدمها التجار وليس السينمائيون.
وشددت النجمة الكبيرة على ضرورة الإرتقاء بذوق الجمهور، وتقديم لهم سينما تعبر عن أحلامهم وأوجاعهم بشكل هادف، سينما تذكرنا بالفن السابع، فـ99 % من الجمهور المصرى، لا يتمكن من الذهاب لمعارض الكتاب أو معارض اللوحات التشكيلية أو المتاحف الفنية، لكن يتمكن من الذهاب للسينما، وكثيرون منهم يستمد ثقافته مما يقدم فيها، لافتة إلى أن السينما الآن هى عنوان البلد، وعندما يكون عنوان البلد "صقفة وغنوة" وواحدة ونص "يبقى عيب علينا"، معلقة: "لا بد أن نعلم الجمهور الفن الجليل، الفن الذى يُعلم الناس بدلا من أن ينقص من مستوى مصر".
ودعت النجمة الكبيرة وزراة الثقافة والدولة، بضرورة الإهتمام بإقامة المهرجانات السينمائية فى المدن المصرية ذات القيمة التاريخية والفنية والسياحية مثل الأقصر وشرم الشيخ، موضحة أن كل منهن يحتاج لـ10 مهرجانات وليس مهرجانا واحد او اثنين، معلقة "احنا بلادنا جميلة وعايزين العالم كله يتعرف عليها ويحبها زى ما إحنا بنحبها".
وأكدت النجمة الكبيرة أنها مع إقامة مهرجانات سينمائية فى المدن ذات القيمة التاريخية والفنية وليست المزدحمة، حتى ولو وصل عددها لـ100 مهرجان، فهذا شىء عظيم وهام على حد قولها، معلنة عن رفضها إقامة المهرجانات بالعواصم الكبرى، نظرا لازدحامها وتكدسها بالسكان والسيارات مما يعوق الاستمتاع بفعاليات المهرجان، لافتة إلى أن "كان" الفرنسية كانت قرية صغيرة، حتى أصبحت هذه القرية تقيم وتنظم أهم مهرجان فى العالم، ولذلك أصبحت من أشهر المدن الفرنسية بسبب هذا المهرجان.