تمر اليوم الذكرى الـ83 على ميلاد الفنان الكبير كرم مطاوع ولد في 7 ديسمبر عام 1933 بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ وحصل على ليسانس الحقوق ثم بكالوريوس المسرح من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1955 تزوج من الإيطالية مارجريت أنجب منها التوأم عادل وكريم ويقيمان حالياً في إيطاليا، ثم تزوج من الفنانة سهير المرشدى وأنجب منها الفنانة حنان مطاوع، ثم كانت زيجته الأخيرة بالمذيعة ماجدة عاصم.
وقام بإخراج مسرحية " شعب الله المختار " لعلى أحمد باكثير وشارك في بطولة مسرحية " وراء الأفق "ليوجين أونيل" من أخراج حسن عبد السلام وفى أكتوبر 1958 – ثم أوفد إلى إيطاليا ليستكمل دراساته بأكاديمية روما في الأكاديمية الوطنية للفنون الدرامية وقام برحلة فنية في بعض الدول الأوروبية مثل انجلترا وفرنسا وألمانيا والنمسا ليتعرف على الاتجاهات الحديثة في فنون المسرح وعاد إلى مصر في أوائل عام 1964 وكانت مسرحية الفرافير هي أولى مسرحياته التي يقوم بإخراجها بعد عودته في ابريل 1964 ولكن الصراع الذي نشب بينه وبين المؤلف بعد نجاح المسرحية نقديا وجماهيريا تسبب في إيقاف عرض المسرحية رغم أنها كانت تعد من ابرز عروض المسرح المصري في الستينيات بحثا عن التأصيل لأشكل المسرح المصري لكن هذا العرض بعد الدراسة ارتدى الشكل المسرحي الغربي وخاصة عند الإيطالي ليوجى بيراندللو.
وفي عام 1966 قدم أبرز أعماله في السينما فيلم "سيد درويش" وقد شاركته البطولة الفنانة هند رستم وقدم في عام 1967 فيلم "إضراب الشحاتين" مع الفنانة لبنى عبد العزيز. انقطع بعد ذلك عن السينما لمدة تصل إلى عشرين عاماً ليتفرغ للمسرح.
قدم عدد من المسلسلات مثل "أرابيسك" ولم يستطع التجرد عن أداءه المسرحي في السينما والتليفزيون لذلك تم حصره في أدوار رجل الأعمال الشرير في السنوات الأخيرة وكان آخر أفلامه فيلم المنسي مع عادل امام عام 1991.
المفارقة أيضا أنه موعد رحيل الفنان كرم مطاوع صادف أنه بعد يومين فقط من موعد ميلاده، وهي مفارقة القدر انه بعد الاحتفال بعيد ميلاده بيوم واحد فقط نتذكر رحيله وغيابه عنا الذي تم يوم 9 ديسمبر عام 1996، حيث رحل عن عمر يناهز 63 عاماً بعد صراع مرير مع سرطان الكبد، تاركاً خلفه مشواراً طويلاً من الأعمال الفنية التي لطالما ذكرتنا بزمن لا تخلو الذاكرة من لذة الرجوع إليه.
وفي ذكراه لا يمكننا أن نغفل تلك الأزمة التي واجهته اثناء عرضه مسرحية "ثأر الله" وكانت أحد أحلام كرم مطاوع التي لم يستطع تحقيقها والتي أثرت سلبياً علي نفسيته ، فقد أصيب الراحل بالإحباط بعد فشل العرض، والذي كتبه عبد الرحمن الشرقاوي على جزئين "الحسين ثائراً" و"الحسين شهيداً" عام 1969.
وفي تلك الفترة نشب هجوم حاد على الراحل كرم مطاوع من قبل الأزهر الشريف لتعارضهم معه على تجسيد "لآل البيت" ضمن أحداث المسرحية، حيث اشترط الأزهر كي تتم الموافقة أن يذكر عبد الله غيث الذي يجسد دور الامام الحسين أن يبدأ بعبارة "قال الحسين" ونفس الشيء أمينة رزق التي كانت تؤدي دور السيدة زينب.
وقام كرم مطاوع بدعوة عدد من الصحفيين والكتاب والمبدعين والمفكرين والأدباء لمشاهدة البروفة مع المسئولين علي الرقابة علي المصنفات الفنية وعدد من علماء الازهر الاجلاء وبدأت البروفة وأشاد بها كل الحضور فقد كان عملا مسرحياً فنياً متكاملا طبقاً للمعايير والخطى الإسلامية بشهادة الحضور.
يعد الفنان كرم مطاوع أحد أعمدة المسرح الحديث في الستينيات والسبعينيات حيث كان لا يبخل على أحد من زملاءه أو تلاميذه.
ذكر كرم مطاوع في حديث له مع الإعلامية سهير شلبي أنه كان خجول جداً من ممارسة الفن ولكنه كان مراقب جيد، كما قال أنه يجيد التفسير لأنه تعرف على المسرح من منظور الإخراج قبل أن أمارسه في التمثيل فقال عندما دخلت كلية الحقوق كانت الجامعة مازالت تتكون وأيضاً معها فريق التمثيل وكان هذا في صالحي لأنه ساعدني أن أتجاوز خجلى.
كما سألته الإعلامية سهير شلبي لماذا أغلب جمهورك من النساء فأجاب: "أنا أتعامل مع الجمهور بشكل عام شبابه وكهوله ونساءه الى آخره يسعدني جدا أن يكون كل الجمهور راضي عن ما أقدمه لأنني لست متخصص في تقديم ما يسمى بأدب النساء أنا لست مؤمنا بأدب النساء ثم وضح أن ما يقصده هو الكتابه للنساء وليس الآداب أو أخلاقهم".
.jpg "_315x420_1c256faa5bcd04624879168562750ac07309cfd6223acb05e0a3f06965649384 (1)")
