إذا كانت مصر تحتاج لثورة فى كل المجالات فالفنون أيضا بحاجة لثورة، وفن المسرح من أكثر الفنون تحريضا على الثورات، لأنه فن تفاعلى يتفاعل فيه الفنان مباشرة بدون وسيط مع المشاهد فيؤثر فيه ويتأثر به، وكم من ثورات خرجت عقب عروض مسرحية، بعدما تأثر المشاهدون بما قدمه الفنانون على خشبة المسرح، ولكن هل تحتاج حالة المسرح المصرى حاليا لثورة هى الأخرى ليعود المسرح لسابق عهده التفاعلى والتثقيفى والتنويرى؟ سؤال مهم يجيب عنه عدد من المسرحيين واضعين تصوراتهم لنهضة المسرح.
الفنان أحمد ماهر، أحد أهم المسرحيين الكبار، قال لـ«انفراد»: إن ثورة المسرح تبدأ باختيار النصوص الجيدة التى تحمل أفكارا تخدم قضايا المجتمع وتوعى وتثقف المشاهد، ففى البدء كانت الكلمة ولذلك فإن أى عمل مسرحى يهتم فى البداية بالنص ثم بعدها تأتى بقية العناصر.
وأضاف ماهر: «أيضا التكنولوجيا الحديثة، فمسارحنا جميعا تحتاج لثورة تكنولوجية وتطوير فى بنيتها التحتية، فالمسرح فى الخارج يستخدم وسائل تكنولوجية حديثة جدا وأصبح المسرح مثل السينما والتليفزيون به الخدع البصرية وغيرها من العناصر والمفردات المشوقة للمشاهد».
أما الفنانة مديحة حمدى فقالت، إن المسرح ثورته تبدأ بتواصل الأجيال والبداية لا بد أن تكون من المدارس التى أصبحت لا تهتم بالمسرح، فلابد من عودة المسرح المدرسى الحقيقى، فكل الفنانين الكبار والعظام خرجوا من المسرح المدرسى والجامعى أيضا فهو البداية الحقيقة للثورة. كما أكد المخرج خالد جلال أن المسرح بالفعل شهد ثورة خلال الفترة الماضية فى بعض القطاعات، ونجاح الفنان يحيى الفخرانى فى المسرح القومى خير دليل على تلك الثورة، كما يبرز تلك الثورة أيضا وجود تجارب مسرحية شبابية فضلا على توافد الجمهور على المسارح.