يقال إن للإنسان نصيباً من أسمه، مقولة يصدق البعض صحتها وأخرين لا حتي أستطاع الفنان التشكيلي "جميل شفيق بدوي" وبكل سهولة من أن يجعل من نفسه دلالة علي صدق تلك المقولة الرائجة، فهو فنان جميل بكل ما تحمل الكلمة من معني، أختار لنفسه إن يشق طريقه إلي الفن بفلسفة خاصة أبتكرها لذاته، البعض يرها في قمة الجنون إلإ إن الواقع إثبت أن قمة الأبداع تكمن في قمة الجنون.
" إنفراد " يرصد المشوار الفني للفنان الراحل جميل شفيق، والذي يعد من أهم رواد الفن التشكيلي في مصر والعالم العربي.
الأقصر .. المحطة الأخيرة
ساعات كثٌر قضاها الفنان الراحل " جميل شفيق" في الاستعداد للسفر إلي عاصمة الفن " الأقصر" للمشاركة في ملتقي الأقصر الدولي للتصوير، القدر وحده قاده إلي تلك المدينة التي دائما ما نضحت بالفنون، وكأنه كان مع لقاء مرتب مع أجداده الفراعنة لتلتقي أرواحهم بين أروقة معابد الكرنك، وما أن أشبعت روحه بالفن، أرتقت إلي السماء بجوار خالقها.
الميلاد " وبحر حياته "
في العاشر من أغسطس عام 1938 ولد الفنان " جميل شفيق" بالغربية، ومنذ نعومة أظافره ظهر أهتمامه بالفن فسعي أن يصقل موهبته الفنية بالدراسة، ليلتحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج منها عام 1962، إلإ إن ذلك لم يشبع شغفه إزاء الفن ليكمل دراسته ويلتحق بالدفعة الأولى للمعهد العالى للتذوق الفنى لمدة اربع سنوات 1975، عمل " شفيق " كرسام صحفى منذ عام 1959 ، كما عمل خبير فنياً بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ايكو ) منذ عام 1979حتى 1984، كما وقع عليه الإختيار ليعمل مستشارا فنياً بمؤسسة دار التعاون.
يقول الدكتور صالح محمد عبد المعطي، أبن الأقصر ، أحد أهم رواد الفن بالعالم العربي، علاقتي بالفنان الراحل " جميل شفيق" تمثل لي قيمة كبيرة للغاية، حيث إن أعماله الفنية أستطاعت إن تلقي بشباكها علي حثي الفني، وأستطاعت أعماله خاصة تلك التي أعتمد خلالها علي لوني الأبيض والأسود، أن تترك آثراً كبيراً علي أتجاهاتي الفنية في بداية مشواري الفني.
وتابع حديثه لـ" إنفراد " " عم جميل " كان من الشخصيات الجميلة التي يستمتع بصحبتها، فقد كان حسّن الخلق، ويتسم بالتواضع وطيبة القلب، كما أنه كان دائماً الأبتسامة ومحباً لكل من حوله، أما عن شخصيته الفنية فإنه يعد فنان مصر أصيل يتمتع بالإنتاج الفني الغزيز الذي كان يحرص علي أن يحمله بالكثير من المعاني المصرية الأصلية.
وأكد علي أن ذكري الفنان " شفيق" سوف تظل خالدة فأنه قد أستطاع أن ينقش أسمه بين أروقة معابد الفن.
فلسفته الفنية
حرص الفنان الراحل " جميل شفيق" أن يصنع لنفسه عالماً خاصاً به هو من حدد سماته وفلسفته، وهذا ما جعل أعماله الفنية ذو قيمة كبيرة، فمعرضه الذي نظمه عام 2008 ، استخدم هدايا البحر ، للاشتغال علي خامة الخشب الذي ألقت به موجات البحر أمام مرسمه في الساحل الشمالي، فقضي نحو أربع سنوات لعمل لوحات معرضه بعيدا عن المدينة التي يكرهها لقمعها المستمر للإنسان.
كما أن كانت له فلسفته الخاصة في أستخدام الألوان فالأأبيض والأسود ، سم حملته غالبية أعماله الفنية، وقد كان يملك تفسيراً لهذا فكان يري إن هاذين اللونين هما كل الألوان، فعندما تري منظرا ما يمكن للفنان تلونه كما يشاء وبأي الألوان، لكن الابيض والأسود هما جوهر الألوان وأيضا تجريد للألوان في الوقت ذاته.
مشاركاته الفنية
شارك الراحل " شفيق" في العديد من المعارض الفنية الجماعية كما أنه أقام معارضاَ فنية قيمة خاصة به، من بينها المعرض العام للفنون التشكيلية الدورة ( 21 ) 1990، معرض مشترك رسوم أبيض واسود 1990 المشربية ، صالون الربيع بقاعة نادى هليوبوليس 1995، المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 26 ) 1999 ، المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 28 ) 2003 ، معرض الرسوم الصحفية الدورة الأولى بقصر الفنون مارس 2004 ، الصالون الاول لفن الرسم ( أسود ـ أبيض ) بمركز الجزيرة للفنون مايو 2004، المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 29 ) 2005 ، كما شارك فى العديد من المعارض التى تمثل الفن المصرى بالخارج ( ايطاليا - فرنسا - السعودية - تونس - الكويت - المكسيك - فلسطين - رومانيا - اليمن ، وقد حصل علي جائزة لجنة التحكيم ( رسم ) فى بينالى الإسكندرية الثامن عشر لدول حوض البحر المتوسط 1993 .