توقف فضل شاكر عن الغناء أعطى بمنتهى البساطة الفرصة لآخرين فى الظهور وأخذ فرصة ومساحة أكبر فى الحفلات والبرامج والظهور الإعلامى بشكل عام، خاصة ممن ينتمون إلى الغناء العاطفى الرومانسى الذى توج على عرشه فضل شاكر بإحساسه وأغنياته وشهادة جمهوره.
بعد اعتزال النجم اللبنانى فضل شاكر الغناء، وبعد ظهوره فى الفيديو المثير للجدل الذى يتهمه بالمشاركة فى قتل جنود لبنانيين فى أحداث "عبرا" وهو الأمر الذى تم فتح التحقيق فيه من جديد بعد القبض على الشيخ السلفى المتشدد أحمد الأسير قبل فترة، وظهور فضل فى مقابلة تليفزيونية يؤكد فيها أيضا بالأدلة براءته مما نسب إليه بالظلم وعودته من العزلة التى كان فيها، وأن التهمة المُتهم بها مُفبركة، وأن الحُكم الصادر ضده بسبب الإساءة إلى بشار الأسد وليس قتل أفراد من الجيش، بعد كل ذلك خلت الساحة الغنائية من صوت لم يعوض صوت فضل شاكر.
كيف أعطى غياب فضل شاكر مساحة أكبر لمطربين آخرين على الساحة الغنائية؟ هناك أكثر من إجابة.
أولا..انكسرت أمور كثيرة بين فضل وجمهوره اللبنانى وزملاء الفن والوسط الموسيقى.
ثانيا.. عودة فضل لحياته الطبيعية والفنية فى لبنان صعبة جدا حتى ولو حكم القضاء له بالبراءة.
ثالثا..تصريحات من زملاء فى الوسط الفنى تعكس صعوبة عودته للحياة الفنية فى لبنان بل والعادية، وهو ما نستنتجه من أمثلة عديدة نذكر منها تصريح الفنان رامى عياش على صفحات انفراد بأن "فضل" أصبح بالنسبة له شخصا عليه علامات استفهام كثيرة، وأنه شعر بالحزن هو وآخرون لاكتشافهم أنهم تعرضوا لعملية نصب، وعلق رامى وقتها على إمكانية عودة "فضل" لحياته الفنية، وقال: "بأى وجه ستعود يا فضل؟ ومن سيقبلك فى لبنان؟" ، وتصريح للممثلة اللبنانية نادين الراسى فى أحد البرامج ردا على سؤال حول أكثر شخص تكرهه فى الوسط الفنّى، فأجابت: "كنت أحبه كثيراً، أحب أن أسمع أغانيه، للأسف، هو فضل شاكر".
رابعا.. فضل ما زال غير مرحب به فى الإعلام اللبنانى، وأى نية لذكر اسمه كمطرب فى الإذاعات أو الفضائيات اللبنانية غير مرغوب فيه، بل يكاد يكون ممنوعا إلا إذا ارتبط اسمه بالقضايا والمشاكل السياسية التى تنال منه.
خامسا..أغنياته محظورة، وهو ما يعنى أن مشكلة فضل فى لبنان وعودته للغناء من جديد وممارسة حياته الفنية بشكل طبيعى، لن تكون بالأمر السهل.
غياب أو اعتزال أو أيا كان المسمى فضل شاكر عن الساحة الغنائية خاصة اللبنانية مما لا شك فيه أعطى الفرصة للآخرين أن يلتقطوا أنفاسهم وأن يظهروا أكثر مما قبل واستفاد منه العديد من المطربين، لأنه ببساطة اسم فضل شاكر كان رقم واحد المفضل عند الجمهور والأسماء الأخرى تأتى بعده.
فضل لم ينقطع صوته فى دول عربية أخرى يأتى فى مقدمتها مصر التى ما زالت الكافيهات والمقاهى والمطاعم فيها تذيع صوت وأغانى فضل شاكر خاصة أن جزءا كبيرا من رصيده وتاريخه الفنى يحمل أغان مصرية ساهمت وأثرت فى نجومية فضل منذ بدايته، أيضا تأثره البالغ والشديد بنجوم زمن الفن الجميل عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب ومحمد رشدى وليلى مراد وغيرهم، وتأثره الأكبر بألحان بليغ حمدى.