يحل اليوم الذكرى الـ14 على وفاة الفنان يوسف فخر الدين، والذي وافته المنية يوم 27 ديسمبر 2002، واشتهر يوسف بتجسيد الأدوار الرومانسية لوسامته وبراعته فى ادائها، كما جسد العديد من الأفلام السينمائية الهامة.
وكان فخر الدين فتى وسيما تتحدث فتيات الطبقة الراقية عنه وعن أدواره وحياته، وكان الصغير لأخته الجميلة التي ارتبط اسمه بها حتى آخر العمر النجمة مريم فخر الدين، وكان من أهم فناني السينما في فترتي الخمسينات والستينات.
بدأ مشواره الفني عام 1957، وقدم أول أدواره في فيلم "رحلة غرامية"، من بطولة شقيقته مريم فخر الدين، وشكري سرحان، وأحمد مظهر، ومن إخراج زوج أخت، محمود ذوالفقار، بعدما أقنعته شقيقته بالتمثيل لموهبته الشبابية، وكان أول أجر له 100 جنيها.
وتربى يوسف فخر الدين تربية منغلقة وكانت أسرته متشددة، وأبوه رجلا صارما، شارك في بداياته بعدة أفلام مع شقيقته، ثم خرج من تلك العباءة وقدم فيلما كوميديا عام 1959 بعنوان "حماتي ملاك"، من بطولة إسماعيل يس وماري منيب وآمال فريد.
قدم العديد من الأفلام أمام حسناوات الشاشة زبيدة ثروت ونادية لطفي وسعاد حسني، بعدما اشتهر بالفتى الوسيم ونجح فى الأدوار الرومانسية، ولم يقدم البطولة المطلقة إلا أنه، لكنه برز بشكل كبير في الأدوار الجماعية، التي كان يؤدي في معظمها دور الشاب الأرستقراطي المدلل.
كانت فترة الستينات هي النقله الأهم في حياة يوسف، حيث قدم خلالها عددًا من الأفلام الهامة التي شكلت أهمية في تاريخه الفني، ومنها "صراع الجبابرة"، عام 1962، و"الثلاثة يحبونها"، عام 1965، و"لصوص لكن ظرفاء" عام 1968.
اعترفت الفنانة الراحلة مرين فخر الدين بأنها هى التى فسدت أخلاق شقيقها حينما سافرت والدتها إلى المجر على الرغم من وصيه والدتها على أخيها، ولكنها لم تمتثل لذلك بل دعته إلى الاشتراك معها في فيلم "رحلة غرامية" بدور شقيقها، وكان مخرج الفيلم هو محمود ذو الفقار، وأحرج يوسف بسؤال عن علاقاته العاطفية وهو يعلم أنه لم يمتلك تجربة واحدة على الإطلاق.
وقالت الفنانة مريم فخر الدين إنها أنها كانت تشعر بكراهية شديدة نحو يوسف منذ ولادته، وكانت بطفولية ترى أنه جاء ليأخذ مكانها واهتمام عائلتها بها، خاصة أنه عندما ولد نام أول لياليه في غرفتها ونامت هي في غرفة والدها، ما جعلها تشعر بالغيرة نحوه.
وكانت الغيرة تسيطر على شقيقها طوال طفولتها وقالت فى لقاءات تليفزيونية حينما أصيبت بالسعال وطلب الطبيب منها بألا تقترب من شقيقها حتى لا تصيبه العدوى، فكانت تنتهز انشغال والدتها بالأعمال المنزلية وتقترب من شقيقها يوسف فخر الدين لكى يمرض أو يموت على حد قولها، واعترفت مريم أن كل هذه الأمور تغيرت حينما كبرت ونضجت وأحبت أخيها حبا شديدا.
أقنعته شقيقته مريم بأن يقيم علاقة عاطفية مع جارتهما المطلقة، وفقا لحديثها فإنه اتصل بجارته أثناء غياب أسرتها عن المنزل، ولكن الموقف انقلب عليه حينما عادوا فجأة واضطر إلى المكوث في "البلكونة" وسط أجواء شتوية عاصفة، وحينما رأته مريم من النافذة ألقت إليه ببطانية وبات ليلته هناك، وفي الصباح رجع إلى المنزل وهو يلعن "أبو البنات"، على حد وصف الفنانة الراحلة مريم فخر الدين.
تزوج من الفنانة نادية سيف النصر وكان يحبها بشدة، لكنها توفيت في 27 فبراير 1974، في حادث سيارة، عن عمر 42 عام، وأصيب بعد وفاتها بحالة من الاكتئاب الشديدة وابتعد عن السينما بعد فترة، وقرر الهجرة إلى الخارج، حزنا على زوجته بعدما أصيب بحالى اكتئاب مزمن ظلت مرافقة له لسنوات.
عاش يوسف بعد ذلك في اليونان، واقتحم عالم رجال الأعمال، وتزوج من سيدة يونانية، وعمل في اليونان كموظف استقبال في أحد الفنادق، ثم عمل كبائع للإكسسورات في محل خاص بزوجته اليونانية.
عاد إلى مصر عام 1997 من أجل الاطمئنان على شقيقته مريم فخر الدين، ورجع إلى اليونان بعد زيارة قصيرة لمصر، ورفض العودة إلى بلده مرة ثانية، قائلا: "مش هخرج منها على رجليا وارجعلها مكسح".
مرض يوسف في اليونان مرضا شديدا، وفي 27 ديسمبر 2002، توفي الفنان يوسف فخر الدين باليونان، وتم دفن جثمانه في أثينا، في المقابر الكاثوليكية.