زى النهاردة عام 1955 ولدت "معشوقة الجماهير" الفنانة الكبيرة نادية لطفى، حيث كانت إحدى نجمات الصف الأول فى جميع الدول العربية، فى وقت كانت فيه السندريلا سعاد حسنى، وسيدة الشاشة فاتن حمامة، حيث تعد واحدة من نجمات الشباك فى أواخر الخمسينيات والستينيات وهى الفترة التى يُطلق عليها العصر الذهبى للسينما المصرية.
ولدت الفنانة الجميلة نادية لطفى فى حى عابدين بالقاهرة، من أصول صعيدية وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب وهو من قدمها للسينما.
وقد استعارت اسمها من فاتن حمامة، فاسمها الحقيقى بولا محمد لطفى شفيق، حيث اكتشف المخرج رمسيس نجيب، أن اسمها الحقيقى صعبا وغريبا على الجمهور، لذلك قرر تغييره وهنا جاءت الحيرة، بينما كان يشاهد رمسيس فيلم "لا أنام" للفنانة فاتن حمامة، عن قصة لإحسان عبد القدوس، وكان اسم فاتن بالفيلم هو "نادية لطفى" فقرر نجيب أن يمنحها نفس الاسم.
وفى يوم العرض الخاص لفيلمها الأول، وجه نجيب دعوة لكل من إحسان وفاتن للحضور، وبالفعل حضرا وأُعجبا كثيرًا بأداء الفنانة الشابة وشجعها إحسان بقوله: "أنتِ بالفعل نادية لطفى اللى ألهمتنى فكرة القصة"، أما فاتن فهنأتها على نجاحها وقالت لها ضاحكة: "لا تنسى أننى نادية لطفى الحقيقية".
تزوجت نادية لطفى عدة مرات كان أكثرها بؤسا هى الزيجة الأولى، حيث إنه بعد أن تزوجت للمرة الأولى من الكابتن البحرى عادل البشارى، قرر تركها بعد فترة قصيرة وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من أجل جنى المال.
ووافقت مضطرة على سفره وعلى أمل بالعودة بعد عام أو اثنين، ولكن الزوج بقى سنوات كثيرة يراسلها من هناك ويتحجج لها بأشياء لم يقبلها عقل الفنانة، وأحست بأن شيئًا قد اجتذبه هناك وأنه لن يعود، ومن هنا قررت أن تطلب الطلاق، وبعد فترة من الوقت وافق الزوج، وطلقها عن طريق المراسلة.
بينما زواجها الثانى كان فى أوائل السبعينات من المهندس "إبراهيم صادق" شقيق زوج السيدة هدى ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلى الرغم من كونه أطول زيجاتها، إلا أنه انتهى بالانفصال لتتزوج للمرة الثالثة من "محمد صبرى" شيخ مصورى مؤسسة دار الهلال.
مواقفها السياسية
تعد الفنانة نادية لطفى، أحد أكثر الفنانين وضوحًا من حيث الموقف السياسى، حيث إنها الفنانة الوحيدة التى زارت الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، أثناء فترة الحصار الصهيونى.
وقد قامت الفنانة نادية بنقل مقر إقامتها، إلى مستشفى قصر العينى، أثناء حرب السادس من أكتوبر بين الجرحى من أجل رعايتهم.
ذهبت الفنانة الصعيدية، عام 1982، فى رحلة شهيرة إلى لبنان، أثناء حصار بيروت ووقفت مع المقاومة الفلسطينية، وقامت بتسجيل ما حدث من مجازر، ونقلته لمحطات تليفزيون عالمية، مما دفع العديد من الصحف والقنوات للقول بأن كاميرا نادية لطفى التى رصدت ما قام به السفاح الإسرائيلى فى صبرا وشاتيلا، لم تكن كاميرا بل كانت مدفع رشاش فى وجه القوات الإسرائيلية.
وظلت "نادية" تطوف لشهور بنفسها على العديد من عواصم العالم، لتعرض ما قام به شارون فى هذا الوقت من أعمال عدائية، إلا أن فى النهاية توقفت بسبب ظروفها الصحية، التى لم تعد تسمح باستمرارها فى الأمر.
فى عام 2003، قررت الفنانة نادية لطفى إعداد كتاب وثائقى يسجل الحروب التى تعرض لها العالم العربى منذ عام 1956 وحتى 2003، خصوصًا أحداث الهجمات الأمريكية والبريطانية على العراق.
كما قررت إصدار كتاب يعبر عن رؤيتها كفنانة تجاه الأحداث التى تعرض لها العالم العربى، حيث تعتبر نفسها شاهد عيان على هذه الأحداث، مضيفة أنها لن تكتب الأحداث ولكنها ستتحدث عنها كمواطنة.
وقد لاقت نادية قبولاً واسعاً فى بداياتها ولكن كانت البداية الحقيقية للشهرة والنجومية عقب فيلم "النظارة السوداء" عام 1963م، فاستمرت فى نجاحاتها المتتالية من خلال إجادتها للأدوار المتنوعة بين الرومانسى فى فيلم "الخطايا"، والبنت الارستقراطية الشقراء فى فيلم "قاع المدينة"، كما لمعت فى أدوار بنت الليل بفيلم "السمان والخريف".
رصيدها الفنى
بلغ الرصيد الفنى للمصرية نادية لطفى حوالى 75 فيلمًا سينمائيًّا على مدار 30 عامًا، ومن ابرز أعمالها: الناصر صلاح الدين والسبع بنات وحياة عازب والخطايا وأبى فوق الشجرة والسمان والخريف والنظارة السوداء وللرجال فقط وبين القصرين وعدو المرأة والإخوة الأعداء، إلا أنها لم تُقدم سوى عمل تليفزيونى واحد بعنوان "ناس ولاد ناس"، بالإضافة إلى عمل مسرحى وحيد أيضا بعنوان "بمبة كشر".
الجوائز
نالت نادية لطفى الكثير من الجوائز خلال مشوارها الفنى، حيث حصلت على جائزة المركز الكاثوليكى عن فيلم "السبع بنات"، وجائزة المؤسسة العامة للسينما عن فيلم "أيام الحب"، كما حصلت على جائزة مهرجان طنجة، والتقدير الذهبى من المغرب عام 1968م، بالإضافة إلى التقدير الذهبى من الجمعية المصرية لكتاب السينما عن دورها فى فيلم “رحلة داخل امرأة”.
العندليب وصديقة عمرها
علاقة صداقة قوية القوية كانت تربط نادية لطفى بالسندريلا سعاد حسنى، ومدى صداقتهما، إلا أن هناك شيئا عكّر ذلك فيما بعد، حيث قرر العندليب بدء تصوير فيلم "الخطايا"، أحد أهم أفلام السينما المصرية، وكانت الفنانتان متحفزتان للقيام بالدور، وكانت كل واحدة منهما تتمنى الوقوف أمام عبد الحليم حافظ، ومن ثم وقع الاختيار على "سعاد حسنى وليست نادية لطفى، لتبدأ حرب صحفية شرسة على "العندليب والسندريلا"، وتم تداول شائعات كثيرة حول وجود علاقة بينهما.
وأثارت هذه الشائعات حفيظة عبد الحليم، ليقرر بعدها مهاتفة جميع رؤساء التحرير من أجل نفى كل هذا، وهو ما أثار استياء السندريلا، التى قررت رد الصاع صاعين للعندليب، والتهرب منه ومن الدور.
بعد فترة قصيرة قرر حافظ أن تكون نادية لطفى هى البطلة التى أمامه، وعندما عرض عليها، ترددت بسبب علاقتها بسعاد حسنى، التى سوف تخسرها أن قامت بالدور، لكنها لم تهاجم زميلاتها يوما كما فعل بعضهن يوما آخر، ظلت تحترمهن وتقدر مكانتهن بمحبة وصدق، حيث إنها استأذنت سعاد حسنى قبل أن تمثل دورها فى فيلم "الخطايا" احتراما لمشاعرها.
لا تحب الشهرة
قالت نادية لطفى، خلال لقاءاتها السابقة، إنها لم تكن تحب الشهرة، ولكن كان يجذبها فقط حب الجمهور، مشيرة إلى أن الشهرة سلبتها الخصوصية فى حياتها، بالإضافة إلى أنها تعرضت لشائعات كثيرة وصفتها بالسخيفة، وكل هذا كان بسبب الشهرة.