أخيرا تحمس منتج وقرر صناعة فيلم حربى عن بطولة من بطولات الجيش المصرى فى حرب أكتوبر، ففى دور العرض المصرية حاليا فيلما بعنوان "أسد سيناء" للمخرج حسن السيد، وبطولة مجموعة من النجوم الشباب منهم رامى وحيد وعمرو رمزى وحسن عيد وعمرو صحصاح ونهى إسماعيل وعادل عبد العال صاحب الفكرة والمنتج وأحد الأبطال، ويتناول الفيلم بطولة من بطولة الجيش المصرى إبان حرب أكتوبر، وبغض النظر عن مستوى الفيلم الفنى إلا أنه خطوة مهمة ومشروع يستحق التقدير، وفى نفس الوقت يفتح تساؤلا مهما حول ندرة الأفلام الحربية فطالما هناك الكثير والكثير من البطولات المصرية والقصص الحقيقة التى تصنع دراما وتؤرخ لحرب أكتوبر وغيرها من الحروب التى خاضتها مصر، فما المانع من تقديمها فى السينما؟ ولماذا لم يخرج من أرشيف حرب أكتوبر للسينما غير 6 أفلام فقط نحفظهم عن ظهر قلب أشهرهم "الرصاصة لا تزال فى جيبى" لمحمود ياسين.
السينما الأمريكية على حد علمى قدمت ما يزيد عن 234 فيلما عن الحروب التى شاركت فيها والتى خاضتها منها حرب "فيتنام" والحروب العالمية الأولى والثانية وحتى حرب العراق، فقد قدمته السينما الأمريكية فى أكثر من فيلم، بل إن السينما الأمريكية قدمت فيلما عن صانع حرب أكتوبر الرئيس السادات ولدى إحصائية أخرى تؤكد أن السينما الأمريكية شكّلت الحرب الأهلية فيها تيمة شائعة، فقدّمت فى أكثر من 100 فيلم وفيما يخص حرب العراق وحدها قدمت أمريكا 30 فيلما، ونحن لدينا كم من القصص والبطولات تكفى لصناعة 500 فيلم، لكننا نحصر أنفسنا فى قصص مكررة وحكايات إنسانية أكثر من كونها قصص بطولية.
ربما يكون نقص الإمكانيات أو عدم وجود المنتج المغامر هو السبب فى هذا النقص فى عدد الأفلام، ولكن الدولة لابد أن تتدخل وتساعد فى إنتاج مثل هذه الأفلام لأنها تؤرخ للحرب والأجيال الجديدة التى لم تعش فترة الحرب مع مرور الزمن سوف تندثر القصص، وتظل فى ملفات الجيش وبعض الكتب للمؤرخين فقط، ولكن السينما وسيلة أكثر سرعة وأكثر سهولة وأكثر تأثيرا، ولذلك فصناعة أفلام عن حرب أكتوبر مطلب وطنى.