تحولت مشاهد الفنان أحمد عبد العزيز نجم نجوم الدراما التليفزيونية، فى نهاية الثمانينيات وفترة التسعينيات لمادة سخرية واستهزاء وتهكم على الفنان الكبير وأدائه الدرامى فى المسلسلات التى قدمها، ووصلت الوقاحة برواد ومستخدمى موقع "فيس بوك" الذين لا عزيز لهم وليس لهم أى هدف سوى الضحك الرخيص وتزايد عدد الإعجابات والتعليقات والنشر على ما يتم نشره إلى تحويل المشاهد الدرامية المؤثرة التى كنا نشاهدها ونتأثر بها لمادة سخرية بعد تركيب كلام مختلف من الحوار عليها يحولها لمشاهد كوميدية، ومن المؤكد أن الأجيال الجديدة التى لم تشاهد تلك الأعمال سيصل إليها انطباع بأن هذه الأعمال القيمة كانت ساذجة.
النجم أحمد عبد العزيز قيمة كبيرة وأعماله مثل "المال والبنون والوسية وذئاب الجبل وسوق العصر ومين ميحبش فاطمة" أعمال كانت تجتمع حولها الأسرة المصرية فى وقت لم تكن فيه فضائيات والدول العربية كانت تقبل على مشاهدة تلك المسلسلات، وكان النجم أحمد عبد العزيز فى فترة من الفترات هو الأول وكان المنتجون يتمنون تواجده فى أعمالهم لأنه كان ماركة مسجلة للنجاح.
هناك فرق كبير بين السخرية والنقد ولو كنا بصدد نقد أداء الفنان أحمد عبد العزيز فلابد أن يكون النقد بمقاييس الفترة التى قدم فيها أعماله فالأداء التمثيلى فى الأعمال السينمائية والتليفزيونية حتى المسرحية يتغير من فترة لأخرى ولو شاهدنا مثلاً أعمال الفنان يوسف وهبى القديم فى مسرحية "راسبوتين" مثلا سنجد أن أداءه الدرامى بمقاييس هذا العصر مبالغ فيها، ولكن فى عصرها كانت مبهرة لمن يشاهدها وهكذا كل نجوم السينما فبعض مشاهد الفنان أنور وجدى فى أفلامه التى بها تأثير وتأثر ومن المفترض أنك تتعاطف معه فيها، والتى تسمى بمنولوجات درامية لو طبقنا مقاييس عصرنا عليها سنجدها مادة للسخرية والضحك.
كل الدول تقدر تراثها الثقافى والفنى وتعتز به وتقدر نجومها، ففى الجزائر مثلا عندما كنت بمهرجان الفيلم العربى المتوج احتفالا بمدينة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية كرم المهرجان نجوم سلسلة درامية بعنوان "أوتار وأعصاب" كانت تقدم فى الثمانينيات وكانت تخلو الشوارع من المارة أيضًا عند عرضها ولم نر مستخدمى "فيس بوك" مثلا يسخرون من نجومهم ولا من المشاهد التى قدموها بل على العكس يعتزون بها ويتذكرونها، وتمثل لديهم ذكريات جميلة وحنين إلى الماضى إنها الـ"نوستالجيا" يا سادة.