فى ذكرى ميلاده الـ68.. محطات هامة فى حياة مهندس الفن أحمد راتب

الفن هو عشقه وشغفه الأكبر وملاذه من كآبة هذا العالم، ليرسم البسمة على شفاه من أحبوه منذ وقوفه على المسرح إلى جانب العملاق فؤاد المهندس قائلاً: "بلاها نادية بلاها سوسو"، فهو نجم لمع فى أفق المجد ليصل إلى القلوب ببراعة الأداء وصدق التعبير، يجيد الكوميديا والتراجيديا على السواء، وهو صاحب الصوت المميز الذى ارتبطت أذننا بنبرته وهو يفعل ما يحلو له دون أن يكون "كائنا بوهيميا"، فعرفناه ممثلاً بارعاً وفنانا رائعا، فهو الشاب اللقيط فى دور "السحت" فى "المال والبنون" وهو الصعيدى الثائر فى "الإرهاب والكباب" وهو "سامح عبد الشكور" طالب الماجستير فى "سك على بناتك" وهو الموسيقار الكبير "القصبجي" فى "أم كلثوم"، وهو "محسن" المواطن شريف اليد البعيد عن مفاسد السياسة فى "طيور الظلام" وغيرها الكثير والكثير من الأعمال التى أبدع فيها الفنان الكبير "أحمد راتب".


مهندس الفن
ولد أحمد كمال الدين راتب فى 23 يناير 1949، فى حى السيدة زينب، لأسرة نزحت من الصعيد للعيش فى القاهرة والبحث عن حياة جديدة وأبواب مفتوحة فى تلك المدينة المزدحمة، وككثير من الأسر بسيطة الحال كان التعليم هو الملاذ الآمن لحياة أكثر ستراً؛ فنجح راتب فى الالتحاق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ولأن التمثيل كان يجرى بداخله مجرى الدم فحاول "راتب" إقناع والده بترك الهندسة والالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية لثقل موهبته، وبعد محاولات نجح بالفعل فى الحصول على موافقة والده والذى اشترط عليه عدم إخبار أخيه الأصغر حتى لا يحذو حذوه، وبالمصادفة نسى الموظفون أوراق التحويل الخاصة به فاستمر ملتحقاً بكلية الهندسة إلى جانب دراسته بالمعهد إلى أن أتم سنوات دراسته بهما فأصبح حاملاً لشهادتين الأولى بكارليوس الهندسة والثانية بكالريوس من المعهد العالى للفنون المسرحية والتى فضل أن يدخل الجيش حاملاً لها حيث التحق بالوحدة العسكرية باستوديو جلال سنة 1976، ليكون بذلك أكبر معبر عن مقولة "الفن هندسة".

بعد أن أنهى فترة التجنيد بدأ "راتب" السعى وراء حلم التمثيل المؤجل، فكانت أولى تجاربه فى التلفزيون من خلال عدة مسلسلات منها "فجر – بلاد الغربة – المال والبنون – الأبطال"، إلى جانب عدة مسرحيات قام بأدائها على مسرح الطليعة من بينها "من أجل حفنة نساء – أبو زيد الهلالى – من العطش ما قتل – جحا يحكم المدينة – المدرسين والدروس الخصوصية – عفواً زوجتى العزيزة".

لقائه الأول بالزعيم
استمر راتب فى محاولاته أن يحفر اسمه فى عقل الجمهور إلى أن جمعه اللقاء الأول بالزعيم عادل إمام، حيث كان راتب قد انتهى من أداء دوره فى مسرحية "من أجل حفنة نساء" فإذا بشخص ينادى عليه ليلتفت فيجده النجم "عادل أمام ليسلم عليه قائلاً: "انته كويس كمل على كده مثل بس الكوميديا هتطلع منك لوحدها اوعى تتعمد تعمل حاجه غير ده"، ليجمعهما معاً عملاً مشترك بعد حوالى 4 سنوات من خلال فيلم "قاتل مقتلش حد" من إخراج محمد عبد العزيز، ليبدآن معاً علاقة من الود والصداقة وانطلقا معا فى إمتاعنا بسلسلة من الأعمال التى عشقناها وإرتبطنا بها، من بين تلك الأعمال "المنسي" و"واحدة بواحدة" و"الإرهاب والكباب" و"على باب الوزير" و"الإرهابي" و"جزيرة الشيطان" و"طيور الظلام" "السفارة فى العمارة" و"الزعيم" وغيرها من العلامات المضيئة فى تاريخ كل من النجمين والتى تشكل إرث حقيقى فى تاريخ السينما والمسرح فى مصر، والتى تحمل فى معظمها طابعا سياسيا، لا ندرى أن كان عن عمد أم بمحض الصدفة.

أعماله الدرامية
لم تكن الأفلام السينمائية التى جمعت بين أحمد راتب والزعيم هى فقط العلامة المميزة التى حفرت اسم "راتب" فى عقل وقلب المشاهد، فللفنان الرائع أعمال أخرى تركت بصمة حقيقية فى وجدان جمهوره من بينها دور "السحت" فى رائعة "المال والبنون" وهو العمل الذى جمع عدد من عمالقة الدراما على رأسهم الفنان الراحل عبدالله غيث والفنان الكبير يوسف شعبان والفنان أحمد عبد العزيز والذى كان نجم التليفزيون فى هذا الوقت، من بين الأعمال الأخرى البارزة أيضا دوره فى مسلسل "أم كلثوم" والذى أدى من خلاله دور الموسيقار الكبير "محمد القصبجي"، وقال عن تحضيره لشخصية "القصبجي": "جمعت كل أعمال القصبجى من سنة 1923، وتغلغلت داخل هذه الشخصية الفريدة حتى أصبحت أنا وهو روح واحدة في"، ليقدم إجادة فى أدائه على نحو شهد له النقاد بالبراعة ووصفه الجمهور بالجدارة، فنال عليه جائزة مهرجان الإذاعة والتليفزيون.

ونجد الفنان الكبير أحمد راتب يمثل قاسماً مشتركاً فى عدد كبير من الأعمال الفنية التى قدمها النجوم الشباب مشاركاً إياهم خبرته مع حماسهم، ليمتعوا معاً متابعيهم بعدد كبير من الأعمال التى احبها الجمهور من بينها مشاركته فى فيلم "عسل اسود" و"رامى الاعتصامي" و"المش مهندس حسن" و"بدون رقابة" بالإضافة إلى مشاركته النجم هانى سلامة فى مسلسل "الداعية" والذى حظى بإعجاب النقاد والجمهور على السواء.

لم يتوقف عطاء النجم الكبير لجمهوره من المتعة والفن الراقى إلى أن وافته المنية، صباح يوم 14 ديسمبر2016، إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز الـ67 عاماً، ليترك خلفه إرثاً ضخماً فى تاريخ السينما والتلفزيون والمسرح يصل إلى تقديم 283 عملاً فنياً، وليودعه جمهوره بعد أن رافقه وأحبه ونال فى قلوبهم كل تقدير واحترام لفنان عشق الفن ووهبه عمره ووجدانه، ليستحق عن جدارة أن يكون مهندس الفن.. رحم الله أحمد راتب.

1

2

4

5

7

8

9

33

55

77

88

767

54326

54987

98765

987654

7654321

76767676

6565656565

7876576765

8787878787



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;