في ذكرى ميلاده الـ91.. العالمي يوسف شاهين.. سبّته أم كلثوم بـ"يا ابن المجنونة" فأحبها.. وأوصى بخروج جثمانه من مسجد "عمر مكرم"

"الأستاذ"، و"العالمي"، و"المجنون"، ألقاب كثيرة أطلقت عليه، تارة لمحاولة تلخيص تاريخه السينمائي، الذي يمثل إرثا من تاريخ الفن المصري، وتارة أخري لمحاولة وصف شخصيته التي شهد لها الكثيرون بأنها فريدة ومميزة، فعبقريته الإخراجية جعلت كل من يشاهد أفلامه يشعر باختلاف الطرح والتقديم، ليصل بمهمة الإخراج للعالمية، فأصبح اسمه إيقونة للعبقرية التي وصلت حد الجنون، إنه صاحب المسألة والمشكلة والحكاية والقلم..الراحل "يوسف شاهين"، والذي تحل غدا ذكرى ميلاده الـ91.

خطأ جعله يدرس الإخراج بأمريكا


هو يوسف جبرائيل شاهين، ولد بمدينة الإسكندرية، يوم 25 يناير سنة 1926، في أسرة متوسطة الحال، لأب لبناني مسيحي الديانة، وأم مصرية من أصول يونانية، وعلي الرغم من إنتمائه لأسرة متوسطة الحال، إلتحق يوسف شاهين بمدارس خاصة منها كلية "فيكتوريا"، والتي حصل بها يوسف شاهين علي شهادة الثانوية، إلي أن إلتحق بجامعة الإسكندرية ليمكث بها عام واحد ثم يسافر إلي الولايات المتحدة الأمريكية، لدراسة الإخراج المسرحي بمعهد "باسادينا".

وبعد شهور من إلتحاقة بالمعهد، وبسبب الحالة المادية السيئة للأسرة، أرسل له والده جواب يطلب منه العودة لمصر، لأنه لم يعد بمقدوره إرسال رسوم الإلتحاق بالمعهد، فيقرر شاهين العودة لمصر والتخلي عن حلم الإخراج الذي سافر من أجله، ليفاجأ أن والده أرسل له مبلغ أكبر مما إعتاد عليه، فيستمر ملتحقا بالمعهد، ليكتشف بعد سنوات مع إنتهاء فترة إلتحاقه به أنه مدان للجامعة بمبلغ 700 جنيه، وأن الجامعة أرسلت له تلك الأموال عن طريق الخطأ.

ظهوره في أفلامه


نجد يوسف شاهين يظهر في بعض اللقطات في أفلامه، من بينها عندما صرخ في أحد مساعديه قائلا "يمين إيه؟ هتخش في الحيط" في فيلم "حدوتة مصرية" وظهوره الخاص في فيلم "ويجا" مجاملة لتلميذه خالد يوسف، وقام أيضا بأداء بعض الأدوار، كدوره المميز في فيلم "باب الحديد"، الذي جسد خلاله شخصية "قناوي"، ومشاهده القصيرة في فيلم "اسماعيل يس في الطيران"، لتصبح جملته "هايل يا سمعة..كمان مرة..عايز ضرب واقعي" أحد أشهر الإفيهات في تاريخ السينما، كما أدي أدوارا كاملة في أفلام من إخراجه منها "إسكندرية نيو يورك" و"اليوم السادس" و"فجر يوم جديد".

القدر جعله يخرج "صلاح الدين" بدلا من عز الدين ذو الفقار


فيلم "الناصر صلاح الدين"، والذي يعد أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية في ال 100 عام السابقة، لم يكن من نصيب يوسف شاهين من البداية، حيث كتب الفيلم ليخرجه المخرج عز الدين ذو الفقار، لكن يشاء القدر أن يمرض ذو الفقار ويوصي يوسف شاهين بإخراج الفيلم إذا جاء أجله ووافته المنية، ليخبره شاهين أنه سيشفى ويخرج هو الفيلم بنفسه، لكن يموت عز الدين ذو الفقار، ويترك نص "الناصر صلاح الدين" بحوزة يوسف شاهين، ليصبح بذلك هو مخرج أهم أفلام السينما المصرية.

سبته أم كلثوم ب"يا ابن المجنونة" فوقع في حبها


لم يكن يوسف شاهين من "سميعة" الست ومحبيها، فقد نشأ في منزل يتحدث لغات كثيرة، وسافر لأمريكا وعاش في صخب الأغاني والرتم الغربي، إلا أنه وبعد تكريمه من قبل جمال عبد الناصر لبراعته في إخراج فيلم "الناصر صلاح الدين"، رغبت السيدة أم كلثوم، في مقابلة يوسف شاهين، ليخرج لها أحد حفلاتها، ليجد فجأة الجميع يتصلون به ويقول له أحدهم "الست عايزة تشوفك" ليجيب "ما تعوز".

أخيرا يلبي شاهين رغبة الست في مقابلته، ويتحدثا معا في الحفلة الغنائية التي سيخرجها لها، فيسألها شاهين عن كلمات الأغنية التي سيقوم بإخراجها، فتسرد له كلمات أغنية "طوف وشوف"، فيرد شاهين ساخرا "دي هبلة أوي يعني، طوف وشوف إيه والعجلة والمدخنة، دي أي حمار يعملهالك"، فترد عليه ب"يا ابن المجنونة"، ومنذ ذلك الحين يقول يوسف شاهين "من هنا بدأت أحبها وأحببت لسانها الطويل وخفة ظلها وتركيزها وروحها المرحة، لدرجة أننى كنت أقول للممثلين تعلمّوا من إحساس أم كلثوم فى أغنياتها فى أدائكم".

أفلام يوسف شاهين حصدت الجوائز


قدم يوسف شاهين عددا من الأفلام الهامة في تاريخ سينما مصر، من بينها فيلم "الناصر صلاح الدين" و"صراع في الوادي" و"صراع في المينا" و"المصير" وغيرها من العلامات في السينما المصرية، ليكون أخرها فيلم "هي فوضي"، مع النجم خالد صالح ومنه شلبي.

فبدأ يوسف شاهين حياته الفنية، بتقديم فيلم "بابا أمين"، بطولة النجمة فاتن حمامة وفريد شوقي، سنة 1950، ليقدم بعدها بسنة فيلم "النيل"، ويشارك في مهرجان "كان" السينمائي.

وفي سنة 1970 يفوز يوسف شاهين بالجائزة الذهبية بمهرجان قرطاج، ليفوز بعدها بجائزة الدب الفضي عن فيلم "اسكندرية ليه" سنة 1978، وهو الفيلم الأول من أعمال تروى عن حياته الشخصية، والذي أعقبه ثلاثة أفلام أخرى وهي "حدوتة مصرية" و"اسكندرية كمان وكمان" و"اسكندرية نيويورك".

وفي عام 1997، وبعد 46 عام وخمس دعوات سابقة، فاز يوسف شاهين بجائزة اليوبيل الذهبي بمهرجان "كان" السينمائي في دورته ال50، ليمنح في سنة 2006، مرتبة ضابط في لجنة الشرف من فرنسا.

أوصى بخروج جسمانه من مسجد عمر مكرم


قال المخرج عمر زهران، أنه يوسف شاهين أوصى قبل موته بأن يخرج جثمانه من مسجد عمر مكرم بالقاهرة، مؤكدا أن المخرج خالد يوسف دار بينه وبين يوسف شاهين هذا الحوار وأكد أن شاهين أوصى بهذا الأمر، لكن لم تنفذ تلك الوصية.

مرضه ووفاته


يرحل مجنون الفن، في الساعة الثالثة فجرا، يوم الأحد 27 يوليو سنة 2008، عن عمر يناهز ال 82 عام، بعد أن أصيب بعدد من الجلطات المتتالية في المخ، ليدخل في غيبوبة لستة أسابيع، ثم يموت، تاركا خلفه مجموعة من إبداعاته، تمثل وبحق إرثا في تاريخ سينما مصر..



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;