أخيرا تحمس منتج وقرر صناعة فيلم حربى عن بطولة من بطولات الجيش المصرى فى حرب أكتوبر وهو المنتج عادل عبدالعال، وقد كان ذكيا فى اختيار مجموعة من النجوم الشباب لبطولة الفيلم، منهم الفنانون عمرو رمزى ورامى وحيد وحسن عيد وماهر عصام وحمدى الوزير وكل فريق العمل المشارك فى التمثيل وحتى اختياره للمخرج الشاب حسن السيد كان فى محله فهو مخرج لديه رؤية حاول أن يقدمها.
لكن الفيلم ينطبق عليه المثل القائل: «الطبخة باظت علشان شوية ملح» فقد أفسد الفيلم عدة أشياء، أولهما الجرافيك الكرتونى للمشاهد الحربية التى من المفترض أن تكون بمعدات حربية حقيقية ولكن «وضع» صورة دبابة أو دخول طائرة بطريقة الجرافيك عن طريق «كرومة» أو أيا كانت التقنية التى أدخل بها المخرج طائراته ودباباته كانت «كرتونية» وتفصل المشاهد من الحالة التى يتعايش بها مع الفيلم برغم الصورة الجيدة التى صنعها الدكتور رمسيس مرزوق فى بقية مشاهد الفيلم بعيدا عن المعارك.
ما أفسد الفيلم أيضا طمع منتج الفيلم وكاتبه عادل عبدالعال فى دور البطولة، وهو غير مؤهل له سواء تسويقيا أو تمثيليا، فقد كان مبالغا فى أدائه وملامح وجهه لا تتغير ونبرة صوته لا تتلون مع الجمل التى ينطقها والتى تحمل مشاعر مختلفة ومتعددة ومتباينة، ولكنه لم يحملها مشاعره ليخرج تمثيله طبيعيا.
وعلى العكس تماما كان الفنان عمرو رمزى الذى أكاد أقرر أنه من خلال هذا الفيلم قد نضج تمثيليا واستطاع من خلال دوره «سيد زكريا خليل» أن يخرج الممثل الذى بداخله، أما الفنان رامى وحيد فقد قدم دور ضابط الجيش واستطاع أن يرسم لشخصيته ملامح ما بين الجدية فى الأداء والطيبة أيضا التى يتعامل بها مع جنوده وانتهى الفيلم باستشهاده فى مشهد مؤثر جدا.
إضافة إلى ذلك سنجد أيضا تحاملا شديدا من كاتب الفيلم على فترة الرئيس جمال عبدالناصر، فلم يذكر دوره فى حرب الاستنزاف التى كانت الشرارة والمؤهل لحرب أكتوبر، ويبدو أنه من الكارهين لفترة حكمه أو لشخصه.
وبغض النظر عما ذكرته من نقاط ضعف أضعفت الفيلم قليلا إلا أنه تجربة تستحق الشكر والتقدير ويعد خطوة مهمة ومشجعة لمنتجين آخرين لأن السينما المصرية فى عمومها لم تقدم أفلاما عن حرب أكتوبر غير 6 أفلام فقط برغم أن الحرب تحمل الكثير والكثير من البطولات المصرية والقصص الحقيقة التى تصنع دراما وتؤرخ لحرب أكتوبر.