هو واحد من أصحاب البصمات المميزة فى تاريخ سينما مصر، نجح فى حفر اسمه فى قلوب جمهوره، ليصبح أهم من جمع بين أدوات الممثل المبدع، فهو الطيب الشرير الذى نجح فى الجمع بين القدرة على إقناعك بشره فى عدد من أهم أدواره السينمائية، وفى نفس الوقت يقنعك ببساطته وطيبته وسذاجته إن لزم الأمر فى أدوار أخرى، وهو الكوميديان البسيط الذى استطاع أن يضحكك بطريقة سلسة بعيدة عن التكلف، وهو التراجيديان القدير الذى عرف الطريق لجعلك تتأثر وكأنه لا يمثل مشهدًا بفيلم وإنما يجسد واقع من المشاعر الحقيقية، إنه البرنس فى الأداء، القوى فى الانفعال، التلقائى فى التجسيد، إنه عادل أدهم.
ويستعرض لكم "انفراد" 20 سرا فى حياة "برنس السينما المصرية":
ولد بمدينة الإسكندرية، سنة 1928، من أب يعمل موظفا كبيرا وأم تركية الأصل، ورثت عن والدها شاليهين على بسيدى بشر، ومارس صغيرا عدد من الألعاب الرياضية، منها الملاكمة والجمبار والمصارعة.
رأى سلبى عنه من جانب الفنان أنور وجدى جعله يبتعد فترة عن حلمه فى الدخول لعالم الفن، ليعود بعد سنوات لمحاولة إثبات قدراته التمثيلية، بعد أن اتجه للرقص، ولكن صيته التمثيلى لم يذع إلا عندما تقدم به العمر بعد عدد من الأدوار الهامة من بينها دور "عزيز" فى فيلم "حافية على جسر من ذهب".
بعد قيامه بأداء دور الراقص فى عدد من الأفلام كان أخرها فيلم "مكنش على البال" سنة 1950، ابتعد عن الفن واشتغل ببورصة القطن، وظل يمارسها إلى أن أصبح من أشهر خبراء القطن بالبورصة بالإسكندرية، وبعد التأميم تركها وفكر فى السفر، لكن يشاء القدر أن يتعرف على المخرج أحمد ضياء فى تلك الفترة ليقدم معه فيلم "هل أنا مجنونة" سنة 1964.
للحب فى حياة عادل أدهم قدسية واحترام، فعادل أدهم أحب 10 سيدات، وفقا لما قاله فى أحد حواراته، فرفض ذكر أسمائهن قائلا "أعترف أننى خضت أكثر من 10 قصص حب، لكننى تعاملت مع الحب بعظمة، حتى وإن كانت قصص الحب تموت كما يموت كل شىء فى الحياة، لكن يبقى لى شىء خاص جدا أننى لا أبوح بأسماء هؤلاء اللاتى أحببتهن وكانت لى معهم صولات وجولات، حيث يتساوى عندى من أحب بمن أتزوج فكل هذه الأسماء أسرار لأن تبقى فى رأسى ولا يعلمها أحد"
فى أحد اللقاءات النادرة له مع الإعلامية منى الحسينى، اعترف بأنه يخشى العمل بالتليفزيون، وأنه عند بداية تصوير مسلسله الوحيد الذى قدمه بالتليفزيون تحت اسم "جريمة الموسم"، قال لمخرج العمل نور الدمرداش "لو غلطت اضربنى بالعصايا"، وذلك لتخوفه الشديد من الوقوف أمام كاميرا التليفزيون.
تزوج عادل أدهم مرتين الأولى من سيدة تدعى هانيا وهى مطلقة المخرج عاطف سالم، وكان دائم الخلاف معها للدرجة التى أحدثت بينهما انفصالا لثلاث مرات، ليتزوج بعدها من لمياء السحراوى بنت الـ17 عاما بعد أن هربت منه لأول مرة عند مشاهدتها له لتخوفها منه بسبب الشر الذى قدمه خلال أدواره، لتجمع بينهما عدة لقاءات لاحظت خلالها لمياء طيبته ورقى أخلاقه ما جعلها تقوم بطلب يده لتتزوجه وتبقى معه لباقى حياتها.
حرص عادل أدهم على أن تستكمل زوجته تعليمها فى صفوف مدرسة الراهبات الفرنسيسكان، لتلتحق بكلية الحقوق وتكمل تعليمها بشكل كامل
فى أحد كواليس فيلم "حافية على جسر من ذهب"، روت الفنانة ميرفت أمين كواليس مشهدها المميز مع عادل أدهم عندما قام بحرق فستان فرحها على الفنان حسين فهمى، وفى كواليس المشهد لم يحرق الفستان، وهو ما جعل عادل أدهم يستغرب أثناء المشهد ليقول لها "الفستان مبيتحرق يا قطة"، ليقوم المخرج بوضع بنزين عليه حتى يسهل حرقه.
حصل عادل أدهم خلال مشواره على عدد من الجوائز، تقديرا لما قدمه للفن المصري، فحصل على جائزة من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ومن الهيئة العامة للسينما، والجمعية العامة لفن السينما، وتم تكريمه بمهرجان الفيلم العربى بلوس أنجلوس سنة 1985، وتم تكريمه بمهرجان الإسكندرية للفيلم سنة 1994، والمهرجان القومى الثانى للسينما سنة 1996.
قدم عادل أدهم للسينما عددا من أهم أفلامها، تنوعت أدواره خلالها ووصل عددها لنحو 84 فيلما، من بينها "الفرن"، "الراقصة والطبال"، "الجاسوس"، حتى وافته المنية يوم 9 فبراير سنة 1996 عن عمر يناهز الـ67 عاما.
