متعتنا الشاشة الفضية لسينما مصر على مدار ما يزيد على 100 عام، بعدد كبير من الأفلام المصرية التى نجحت فى إظهار مشاهد الحب والغرام بين بطل وبطلة العمل الفنى، يحاول كل منهما أن يصل للآخر ويجتمع به فى حياة مشتركة وبالتأكيد تختلف الحبكة الدرامية من فيلم لآخر حسب الظروف التى يمر بها بطلا العمل، والعقد الدرامية التى تصل لذروتها فى منتصف الفيلم ليوجد المخرج لها الحل الذى غالبا ما يجعل نهاية الفيلم سعيدة كما حدث فى عدد من الأفلام السينمائية كفيلم "حب البنات"، والذى انتهت قصته بزواج بطلات العمل الثلاث ممن أحببنهن خلال قصة الفيلم، وقد تنتهى بنهاية تراجيدية حزينة كما حدث فى فيلم "حبيبى دائما"، بموت بطلة القصة والتى قامت بدورها بوسى لتترك حبيبها والذى قام بدوره الراحل نور الشريف، وحيدا باكيا على أطلال ذكراها الخالدة.
والسينما كما الحياة لابد أن ترصد حواديت الحب لكن بشكلها المتنوع فى المجتمع، والذى لا يتوقف بأى حال من الأحوال على قصص الحب والتضحية بين الحبيب والحبيبة (الرجل والمرأة)، لتنجح بشكل كبير فى إظهار الحب بأشكاله المتنوعة لتشمل قصص الحب والود والوفاء مع الصديق، الجار، الأب، الأخ، لتذكرنا السينما دائما أن الحياة مليئة بالحب المتنوع فلو كنت "سينجل"، فأنت محاط بعدد من المحبين يمكنك الاحتفال معهم بـ"الفالنتاين داى".
ويرصد "انفراد" 15 فيلما فى السينما المصرية أظهرت الحب بمعناه الشامل وبأشكال أخرى:-
الصداقة:
من العلاقات المهمة والقوية والمؤثرة فى حياة كل منا علاقة الصداقة، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعى يسعى لإقامة العلاقات الاجتماعية، ويحاول الحفاظ عليها، ليصبح له شركاء فى الوسط الاجتماعى الذى يكون هو جزءًا منه.
وعبر عدد من الأفلام السينمائية تم التعبير عن قدسية الصداقة وتم إبرازها من خلال عدد من الأفلام من بينها قصة التضحية والإيثار بين كل من "أسامة وجاد"، الشخصيتين الأساسيتين فى فيلم "صاحب صاحبه"، واللذين أديا دورهما كل من النجمين محمد هنيدى وأشرف عبد الباقى، حيث تجمعهما علاقة صداقة قوية فى الواقع، وتدور قصة الفيلم حول شخصية "أسامة"، الذى يعتنى بأم صديقه "جاد"، الذى قرر السفر للعمل بإحدى دول الخليج ليمكث هناك حوالى 5 سنوات، ويترك مسئولياته ليتحملها عنه صديقه أسامة، ليرد له جاد الجميل عند زواجه من حبيبته والتى أدت دورها ريهام عبد الغفور، الفيلم تم إنتاجه سنة 2002، من إخراج سعيد حامد، وكتابة ماهر عواد.
ومن خلال أحداث فيلم "أصحاب ولا بيزنس"، تظهر علاقة الحب من خلال ثلاثة أصدقاء، عاشوا لحظات صعبة معا خلال مشوارهم للوصول لحلم المذيع، وخلال قصة الفيلم يظهر الصراع بينهم بسبب تغيير الحياة لهم من خلال إغراءات الشهرة، ليعودوا فى نهاية الفيلم أصحاب وأصدقاء ولتتغلب الصداقة على المصلحة، ومن خلال أغنية "أصحاب أنا وانت ولا"، يحمل كليب الأغنية مشاهد طريفة بالتأكيد حدثت بين أى صديقين، الفيلم أنتاج سنة 2001، ومن إخراج على إدريس، وإنتاج العدل جروب، شارك فى البطولة النجوم مصطفى قمر، وهانى سلامة، طارق عبد العزيز.
ومن خلال فيلم "سلام يا صاحبى" تظهر أيضا علاقة الحب فى الصداقة بين كل من "مرزوق"، الذى قام بدوره عادل إمام، و"بركات"، والذى أدى دوره سعيد صالح، كانا بالفعل على علاقة صداقة قوية فى الواقع ظلت طيلة مشوارهما الفنى حتى وفاة سعيد صالح سنة 2014.
ومن خلال أحداث فيلم "بنات وسط البلد"، تظهر علاقة الحب بين صديقتين هما "ياسمين وجومانا"، واللتين قامت بدورهما كل من النجمتين منة شلبى وهند صبرى، واللتين تغلبتا على كل الخلافات لتظلا معا طيلة أحداث الفيلم، والفيلم يعبر عن واقع بين أى فتاة تجمعها صداقة حقيقية مع فتاة أخرى.
ومن خلال أحداث فيلم "أعز أصحاب"، بطولة النجوم سومة، وأحمد فلوكس، وأحمد السعدني، والذى تم إنتاجه سنة 2009، يظهر أيضا الحب فى علاقة الصداقة التى جمعت بين أبطال العمل منذ أن كانوا أطفالا لتستمر العلاقة لنهاية الفيلم.
الجيرة
من خلال عدد من أفلام السينما المصرية تم تقديم الحب لكن هذه المرة من خلال علاقة الجيرة، والتى تعتبر من ضمن العلاقات الاجتماعية الموجودة فى واقعنا والتى بالتأكيد لها مذاق ونكهة تضاف لحياتنا وتجعلها أجمل.
من بين الأفلام التى أظهرت تلك العلاقة، فيلم "حب البنات"، وذلك فى علاقة الحب بين "مهيب"، والذى قام بدوره أشرف عبد الباقى وبين عائلة "مصطفى أبو حجر"، والتى ضمت النجمات حنان ترك، وليلى علوي، وهنا شيحة، لتضيف شخصية أشرف عبد الباقى فى الفيلم حالة من الحب والمرح لشخصيات العمل.
ومن خلال علاقة الفنانة ماجدة الخطيب بالنجم أحمد رزق، فى فيلم "حمادة يلعب"، تظهر أيضا علاقة الحب بين الجارين، والذين أدى دورهما كلا منهما، لتعوّض ماجدة الخطيب بالفيلم بعلاقتها بأحمد رزق عن علاقتها بإبنها الذى هاجر للخارج وتركها.
الأخوة
وعن الحب بين الأشقاء تحدثت قصص السينما وأظهرتها خلال أحداث أكثر من فيلم، فمن خلال فيلم "إسماعيلية رايح جاى"، فى إظهار علاقة "هيما"، والذى قام بدور محمد فؤاد مع أشقائه الثلاثة، والذى قدم لهم الدعم بعدما سنحت له الفرصة بعد الوصول للشهرة والغنى، الفيلم إنتاج سنة 1997، وشارك فى بطولته النجوم محمد فؤاد، وحنان ترك، ومحمد هنيدى، وخالد النبوى.
وخلال أحداث فيلم "حب البنات" أيضا تظهر علاقة الحب بين الشقيقات الثلاثة فى الفيلم، ليستمروا فى العيش معا فى منزل واحد بعد أن كنّ رافضات لفكرة جمع والدهّن بينهن فى بداية قصة الفيلم.
الحب الأكبر "الأمومة والأبوة"
وعند الحديث عن الحب لا يمكننا ألا نتحدث عن الحب الأكبر فى حياة أى منا، والذى يشمل علاقة الحب بين الأبناء والآباء والأمهات، ورصدت عدد من الأفلام تلك العلاقة والتى اشتملت على أشكال التضحية والحب المتبادل من جانب الأم والأب والأبناء.
ومن خلال فيلم "جيم أوفر"، تظهر علاقة الحب القوية والتعلق بين الأم ونجلها والتى وصلت لغيرة الأم من حبيبة نجلها.
ومن خلال فيلم "الشموع السوداء"، تظهر علاقة الحب القوية بين صالح سليم، وأمينة رزق، والتى جسدت بالفيلم دور والدته، كما ظهرت العلاقة أيضا فى فيلم "لا تسألنى من أنا"، بين كل من الفنانة شادية والتى قامت بدور أم باعت ابنتها بسبب الفقر، لكنها لم تستطع أن تتركها لتعيش خادمة لها، قامت بدور الابنة الفنانة يسرا.
ومن خلال أحداث فيلم "الحموات الفاتنات"، يظهر الحب بشكل مبالغ فيه بين الأمهات وأبنائهن، حيث تقع الأمهات فى فخ الغيرة من أزواج أبنائهم، فتغير ميمى شكيب على ابنتها من زوجها، وتشعر بالغيرة مارى منيب على ابنها من زوجته.
وفى فيلم "عيال حبيبة"، تظهر علاقة الحب هذه المرة بين الأب، الذى قدمه الفنان حن حسنى والابن الذى قدمه النجم حمادة هلال.
وجسد الفنان حسن حسنى أيضا دور الأب فى فيلم "حبيبى نائما"، والذى أظهر هو الآخر علاقة الحب بينه وبين ابنته بالفيلم النجمة مى عز الدين.
