خلال السنوات القليلة الماضية ظهرت نوعية جديدة من الأفلام المقدمة على الشاشة الفضية تميزت باحتوائها على مشاهد للعنف الزائذ عن الحد في نظر الكثيرين من النجوم والنقاد، والتي تم إطلاق اسم أفلام "البلطجة" عليها، نظرا لمساهمتها لنحو كبير في زيادة أشكال العنف في الشارع المصري، على حد تعبير منتقديها، بينما كانت إنعكاسا لحال هذا الشارع في نظر صناعها والقائمين عليها.
وفي الفترة الأخيرة نلاحظ تراجع مكانة تلك النوعية من الأفلام للحد الذي ينبئ بإختفائها من مجمل الأفلام المقدمة بالسينما، فيما يصعد نجم نوعية أفلام اللايت كوميدي، والرومانسية، فضلا عن أفلام الدراما المأخوذة عن رواية، فبالنظر للافلام التي قدمت خلال عامي 2015، و2016، سنجد أنها تختلف عن ما تم تقديمه من أفلام تحتوى على مشاهد عنف كثيرة كتلك التي تم انتاجها خلال الـ 10 سنوات السابقة، والتي إحتل النجم محمد رمضان مكانة متقدمة جدا في المشهد الفني المصري عن طريقها.
"البلطجة" مصدر شهرة للنجم أحيانا
بحلول عام 2012، وبالتحديد عقب طرح فيلم "الألماني"، بدور السينما المصرية، رغم الإنتقادات الكثيرة التي وجهت لصناع فيلم "الألماني"، على رأسهم النجم محمد رمضان، إلا أن هذا الفيلم جعل محمد رمضان يصعد نجمه كواحد من نجوم الصف السينمائي الأول في مصر، وذلك بعد تحقيق الفيلم لإيرادات كبيرة بشباك التذاكر، للحد الذي جعل صناع الفيلم لا يلقون بالا لمنتقديهم ليقدموا في نفس عام عرض فيلم"الألماني" فيلما أخر من نفس النوعية هو فيلم "عبده موته"، والذي رأى الكثيرون أن الفيلم علم الأطفال العنف عقب قتل طفل لطفلين أخريين بسبب تقليده لشخصية "عبده موته"، الذي ظهر أمامهم مظهر البطل الذي لا يخشى، ويعمل بتجارة المخدرات.
ويستمر محمد رمضان في تقديم تلك النوعية من خلال فيلم "قلب الأسد"، ليغير قليلا من تيمة أفلام البلطجة ليقدم فيلم "شد أجزاء"، والذي قام خلاله رمضان بتجسيد دور ضابطا يحاول الإنتقام من قاتلي زوجته، رغم إحتواء الفيلم على بعض العنف لكن بالتأكيد كان أخف بكثير مما قدمه قبل ذلك في أفلامه السابقة.
لينتقل العنف عبر شاشة التلفزيون بعرض مسلسل "البلطجي" للنجم آسر ياسين، والذي رجح البعض حينها محاولة تقليد مناظر العنف في أفلام محمد رمضان لكسب مزيدا من المشاهدة، وبالتأكيد لا يمكننا أن نغض الطرف عن ذكر فيلم "ابراهيم الأبيض"، للنجم أحمد السقا، والذي احتوى على جرعة عنف كبيرة جدا لم ترى مثيل لها سينما مصر من قبل.
إيرادات أفلام اللايت كوميدي ودراما الروايات تنذر بإختفاء أفلام "البلطجة"
ونحن نتحدث عن تراجع أفلام "البلطجة"، بالتأكيد لابد وأن يكون هناك دلالة على ذلك، والدلالة القوية بالتأكيد ستكون من خلال رصد إيرادات شباك التذاكر للأفلام المعروضة أخر سنتين.
شهدت سنة 2015، عرض 17 فيلما بدور السينما المصرية، منها "أسوار القمر"، للنجوم منى زكي وأسر ياسين، و"يوم مالوش لازمة"، للنجم محمد هنيدي، و"قبل زحمة الصيف"، للنجمة هنا شيحا وإخراج الراحل محمد خان، و"زنقة ستات"، للنجوم ايمي وحسن الرداد، وفيلم "شد أجزاء"، للنجم محمد رمضان، وغيرها، وحقق كل من فيلمي "زنقة ستات"، و"يوم مالوش لازمة"، و"شد أجزاء"، المكانة الأعلى في إيرادات شباك التذاكر.
أما عام 2016، فتم عرض أفلام "لف ودوران"، و"هيبتا"، و"كدبة كل يوم"، و"من 30 سنة"، وعدد أخر من الأفلام ذات الطابع الكوميدي مثل "أوشن 14"، و"جحيم في الهند"، لتخطف أفلام "لف ودوران"، و"هيبتا"، و"جحيم في الهند"، الأضواء لتحقق أعلى عائد في شباك التذاكر رغم أنها تختلف تماما في مضمونها عن الأفلام التي تعتمد على الحركة والعنف في محتواها.
وبإطالة النظر سنجد عودة الأفلام المأخوذة عن روايات، مثل "هيبتا"، المعروض سنة 2016، و"الفيل الأزرق"، الذي سبقه في العرض بسنتين حيث تم عرضه سنة 2014، وحقق الفيلمين رواج كبير جدا عند عرضهما بدور السينما المصرية والعربية.
هل نجومية محمد رمضان ستمنعه عن تقديم أفلام "البلطجة" ؟
في أكثر من حوار تلفزيوني حاول النجم محمد رمضان تقديم تبرير لتقديم عددا من أفلام "البلطجة"، المليئة بمظاهر للعنف، موضحا أنه كان في بداية مشواره الفني ويسعى لمحاولة إثبات نفسه وإيجاد مكانة له في السينما فكان يقدم الدور الذي يطرح عليه، أما الآن فقد حصل محمد رمضان على النجومية التي كان يسعى للحصول لها، من خلال تقديمه لعدد من الأعمال الفنية مثل "ابن حلال"، و"الأسطورة"، وهي المسلسلات التي حققت رواجا كبيرا عند عرضخها، هل يجعل ذلك محمد رمضان يبتعد عن إختياره للنوعية التي كان يقدمها من قبل؟..ربما يحدث ذلك لكن دعونا ننتظر ونرى..