"السعادة تبقى أيه أنى أحس أنى سعيدة ولا أيه؟ ليه ساعات القلب يرجع للصبا تبقى كل الناس لذيذة وطيبة ونجوم سمايا أحس بيها قريبة وأن مهما الكون قدر هاقدر عليه".. بهذه الكلمات المميزة التى كتبها دكتور مدحت العدل تغنت النجمة يسرا بفيلم حرب الفراولة والتى شاركها البطولة فيه النجم محمود حميدة والراحل سامى العدل.
ربما القدر وحدة ساق النجمة يسرا لتقديم تلك الأغنية منذ 22 عاما وأن تحمل الأغنية ذلك التساؤل الذى أجابت عنه يسرا فى حفل تنصيبها سفيرة للنوايا الحسنة حيث قالت "إن السعادة ليست فى الشهرة أو المال، ولكن مساعدة الإنسان للآخر وإعطائه الأمل لمن حوله خاصة المحتاجين للشعور بالدعم هو الشىء الوحيد الذى يشعرها بالسعادة".
وضعت يسرا يدها بكلماتها الرقيقة على المعزى الحقيقى للحياة وربما إنسانية يسرا الشديدة ورقيها وإحساسها المرهف بفنها وبالناس من حولها ساعدها فى أن تصل لذلك المعنى والذى ربما يكون هو المكسب الوحيد الذى يحصل عليه الفنان والإنسان عموما على مدار حياته، وهو ما يضع يسرا فى مكانة مختلفة عن كثير من الفنانين خاصة وإنها تعاملت مع نفسها على أنها إنسانة من لحم ودم ومشاعر وليس سلعة كما يتعامل بعض النجوم مع أنفسهم ممن يحسبون النجاح بالمال.
المناخ الذى وجدت فيه يسرا من المؤكد أنه واحد من أهم العوامل التى ساعدت يسرا للحفاظ على أدميتها وإنسانيتها، وربما أيضا الحظ الطيب وذكاؤها الفنى الذى ساقها فى طريق إحسان عبد القدوس وحسن الأمام ويوسف ادريس ورأفت الميهى وداوود عبد السيد ويحيى العلمى وبشير الديك ويحيى العلمى ومدحت السباعى ووحيد حامد، ساهم بشكل كبير فى تشكيل وجدان تلك الفنانة الحقيقية التى لطالما امتعتنا بإنسانيتها قبل فنها بوفائها للإنسان قبل عملها، وهو ما يعلنه الكثيرون ممن اقتربوا منها سواء على المستوى الإنسانى أو على مستوى العمل من خلال المسلسلات والأفلام وهو ما جعل يسرا نسخة فريدة واحدة فقط لن تتكرر ولن يأتى من يشبهها.