المهنة الوحيدة التى يصعب فيها فرض العمل بالقوة هى الفن، وحتى لو تم فرض أنصاف وأرباع المواهب على الأعمال الفنية فلن يستمر عملهم؛ لأن الفن مهنة يحكمها حب الجمهور، وهى مهنة عرض وطلب، ولذلك فالبطالة التى يعانى منها بعض أعضاء نقابة المهن التمثيلية لن يكون حلها بالقوة الجبرية ولا بملاحقة الفنانين والمواهب الفنية التى لها جمهورها، وما حدث مؤخرًا من محاولة بعض "الفشلة" من أعضاء نقابة المهن التمثيلية وممن يعانون من بطالة فنية باعتراضهم ومنعهم للفنانة دينا الشربينى من المشاركة فى عمل مسرحى رشحها له المخرج سامح بسيونى فى مشروع الموسم الأول لمسرح النهار من خلال مسرحية بعنوان "تن تن" للمؤلف علاء عبد العزيز يعد نوعا من الإرهاب والعنف الفكرى.
أعضاء نقابة المهن التمثيلية الذين دخلوا النقابة سهوًا وفى غفلة من الزمن حاكموا أنفسكم وقيموا مواهبكم وأسالوا أنفسكم لماذا يمتنع المخرجين زملائكم فى النقابة من الاستعانة بكم فى أعمالهم؟ واعلموا أن كارنيه النقابة ليس هو الصك الفنى لفرضكم بالقوة على المخرجين والمنتجين، فالفنان كالسلعة يتوجه للإقبال عليها راغبها.
الفنانة دينا الشربينى لكونها ليست عضوة بنقابة المهن التمثيلية لا ينفى موهبتها والمسرحية التى يعترض على وجودها بها نسبة كبيرة من أعضاء النقابة مثل الفنانين مروة عبد المنعم ومحمد عادل ومدحت تيخة ومحمد رضوان وآخرين من أعضاء النقابة الذين لا يعرفهم غير زملائهم، وبالمناسبة وجود دينا الشربينى بالعمل نجاح له لأنها لها جمهورها الذى يحبها ولو سارت فى الشارع وبجوارها عدد كبير من أعضاء النقابة سيشار بالبنان عليها، وسيطلب البعض منها ممن يتواجدون بالشارع من جمهور التقاط صورًا معها، ولكن ممن هم أعضاء بالنقابة وسيسيرون بجوارها فلن يشعر بهم أحد برغم ملكيتهم لكارنيه النقابة إلا إذا وضعوه على صدورهم ليعرفوا فى الشوارع وأمام المارة أنهم فنانون بس بالكارنيه فقط!!