أزمة حقيقية يواجهها المسرح المصرى، وبالتحديد مسرح الدولة، فجميع المشاريع المسرحية والخطط الموسمية للمسرح المصرى مصيرها التأجيل خاصة المسرحيات التى يرشح لبطولتها نجوم كبار أو المسرحيات التى كانت تعرض ويلعب بطولتها نجوم كبار أيضاً، وتظل هذه الأزمة متكررة كل عام بسبب تعامل الفنانين مع المسرح على أنه فى الترتيب الثالث بالنسبة لهم، فالسينما هى الأولى والدراما التليفزيونية فى المرتبة الثانية، ويأتى المسرح فى آخر اهتمامات الفنانين والنجوم.
مسرحية «ليلة من ألف ليلة» للنجم يحيى الفخرانى نجحت وحققت نسبة مشاهدة وإقبالا جماهيريا كبيرا جدا وإيرادات لم يشهدها المسرح المصرى المملوك للدولة من قبل، إلا أن انشغال بطلها النجم يحيى الفخرانى بتصوير مسلسله الجديد «فى بيتنا ونوس» جعله يترك المسرح القومى فى عز نجاح عمله المسرحى، على أن يستأنف عرض المسرحية بعد شهر رمضان الكريم.
كما ينتظر المسرح القومى أكثر من مشروع مسرحى مؤجل البدء فى تنفيذه بسبب الدراما، ويأتى مشروع مسرحية «هولاكو» للشاعر الكبير فاروق جويدة والمخرج جلال الشرقاوى فى مقدمة المشاريع المؤجلة انتظاراً لانتهاء نجومها من مسلسلاتهم، فقد وافق الفنان خالد الصاوى على بطولة المسرحية، ولكنه طلب من إدارة المسرح بدء البروفات بعد انتهائه من مسلسله الرمضانى المقبل، وأيضا بقية النجوم المشاركين بالمسرحية مثل ليلى علوى التى من المفترض أيضاً بطولتها لمسلسل رمضانى مع خالد الصاوى ونفس الأمر مع النجم حسين فهمى.
مسرحية «بير السلم» أيضا التى كتبها الراحل سعد الدين وهبة من ضمن المشاريع المؤجلة التى سيخرجها المخرج الكبير «سمير العصفورى» وسبب تأجيلها انشغال الفنانين المرشحين لبطولتها بتصوير أعمال رمضانية رغم جاهزية المخرج الكبير «سمير العصفورى» بالعرض.
كان هناك أيضا مشروع مسرحى للفنان فاروق الفيشاوى والفنانة ليلى علوى، فقد اتفق الثنائى على تقديم مسرحية «السلطان الحائر» للكاتب الكبير توفيق الحكيم، إلا أن المشروع تجمد بعدما انشغل الفنان فاروق الفيشاوى بمسلسل «رأس الغول» مع الفنان محمود عبدالعزيز الذى كان أيضاً أحد المرشحين لبطولة مسرحية «هولاكو» التى كان مفترضا أن تكون هى المسرحية التالية لمسرحية النجم يحيى الفخرانى على المسرح القومى، إلا أن إدارة المسرح بعدما تعثرت كل المشاريع لديها اضطرت لتقديم مسرحية خالية من النجوم بعنوان «من القلب للقلب» للمخرج رشدى الشامى عن رواية «الأمير الصغير» للكاتب الفرنسى «أنطوان دو سانت» أوكزبيرى وأشعار ومسرحة «فؤاد حداد» وألحان «حازم شاهين» وغناء فرقة «إسكندريلا» وبغض النظر عن القيمة الفنية للعمل المسرحى إلا أن مجيئه بعد العرض الناجح «ليلة من ألف ليلة» ظلمه كثيراً، وفى رأيى أن مكان عرضه على المسرح القومى يظلمه أيضا.
ومن المشاريع أيضاً المعلقة لحين انتهاء نجومها من أعمالهم التليفزيونية مسرحية للمخرج شادى سرور، حيث يستعد المخرج شادى سرور لخوض بروفات العرض المسرحى «واحد تانى» الذى كان من المقرر أن يقوم ببطولته «أحمد رزق» و«أحمد وفيق»، لكن «أحمد رزق» انشغل بتصوير مسلسل «الكيف» و«أحمد وفيق» سيشارك فى بطولة أكثر من مسلسل رمضانى.
الأزمة الحقيقية التى ستواجه المسرح القومى هى العرض المقبل بعد رمضان، فمن المفترض أن هذا الموسم ينتظره كل المخرجين الذين هم على أهبة الاستعداد، إلا أن النجم «يحيى الفخرانى» اتفق مع إدارة المسرح على العودة بمسرحيته فى هذا التوقيت فأين سيعرض المخرجون الآخرون جلال الشرقاوى بعرضه «هولاكو» وسمير العصفورى بعرضه «بير السلم»؟ وأين سيجرون بروفاتهم على المسرحية ما دام المسرح مشغولا، وعليه ديكورات مسرحية النجم يحيى الفخرانى «ليلة من ألف ليلة».
حتى مسرح القطاع الخاص المتمثل فى «تياترو مصر» و«مسرح مصر» أغلق موسمه المسرحى، وسوف يستأنف عروضه فى موسم عيد الفطر والسبب أيضا هو انشغال نجومه الشباب بتصوير مسلسلات تليفزيونية وأفلام سينمائية فـ«على ربيع» و«مصطفى خاطر» و«محمد عبدالرحمن» و«أوس أوس» لديهم أيضاً أعمال فنية سينمائية وتليفزيونية يصورونها خلال الفترة الراهنة.