من سلوى حجازى وليلى رستم وسلمى الشماع "ماسبيرو يخاصم الجميلات"

لم تكن الثقة بالنفس والكاريزما والطلة الشىء الذى كانت تتمتع بهن مذيعات ماسبيرو، ذلك المبنى العريق الذى تحول إلى "بقايا مبنى" وأيضا بقايا "مذيعات"، بل كانت هناك مميزات أخرى، جاذبيتهن، و"مظهرهن المهندم"، الشياكة، والأناقة واللباقة، والخفة والدلع، مذيعات كن يضاهين النجمات فى السينما ولا يختلفن عنهن شيئا.

فى هذا العصر كانت الشاشة لها بريق ولمعان (وجه المذيعة، صوتها، رقتها) وكأنها قبل أن تخرج على الشاشة كانت تقف أمام المرآة تسأل كيف تظهر لجمهورها؟.. وعلى حد تعبير نزار قبانى (مالى أحدق فى المرآة أسألها بأى ثوب من أثوابى ألقاه).. هذا كان زمن الفن والشياكة لكن الآن لا يوجد فى ماسبيرو "مذيعة عليها العين" لا فن ولا شياكة ولا لباقة ولا حتى رقى.

كانت أدوات التجميل بدائية ولكن كان هناك ذوق يتميز بالبساطة والرقة بعيدا عن الابتذال والتكلف، كما كانت مذيعات التليفزيون فى هذه الفترة يحافظن على رشاقتهن فلا تجد مذيعة تظهر على الشاشة وزنها زائد أو شكلها يحمل أى أذى للمشاهدين، وكانت المذيعات وقتها يقودن الموضة فى مصر، حيث كانت تنتظر الفتيات رؤيتهن على الشاشة بملابسهم التى كانت آخر موضة ليقلدهن رغم أن الأجور فى ذلك الوقت كانت ضعيفة فلا تجد مذيعة تحصل على 20 ألف شهريا أو ملايين، كما نسمع حاليا ولكن الذوق والبساطة ليس لهما علاقة بالفلوس وليس لهما علاقة بقدر الجمال، الذى تتمتع به المذيعة فهناك من كانت جمالها متواضع ولكن ببساطتها وذوقها تظهر فى طلة تخطف الأنظار إليها.

فمن منا لا يتذكر جميلات ماسبيرو فى الستينات والسبعينات والثمانينات، ليلى رستم وأمانى ناشد، والجيل الذى أتبعه سلمى الشماع وفريدة الزمر وسناء منصور ونجوى إبراهيم، حتى المذيعة المختلفة سامية الأتربى التى كانت ترتدى عبايات وجلاليب، ولكنها كانت فى منتهى الشياكة والجمال وكان ظهورها على الشاشة له بريق خاص، ولكن بمرور السنوات أصبحت هذه المعايير تختفى تدريجيا ويبدو أن عصر جميلات ماسبيرو توقف عند جيل شافكى المنيرى صاحبة الوجه الجميل والتى كانت رمزا للشياكة، ليبدأ بعدها عصر الكوارث وهو أقل وصف يقال على ما نشاهده حاليا على شاشة التليفزيون المصرى من وجوه إعلامية باستثناء مذيعات قطاع الأخبار اللاتى مازلن يحافظن على مظهرهن كقارئات نشرات على شاشة التليفزيون الرسمى، ويبدو أنهن اتخذوا رئيس القطاع صفاء حجازى مثلا أعلى لهن فرغم أن صفاء مقلة فى ظهورها على الشاشة، إلا أنها مازالت أيقونة لمذيعة النشرة الإخبارية الجميلة القوية فى مصر والعالم العربى.

الأمر لا يحمل أى إساءة لشخص مذيعات التليفزيون المصرى الموجودات على الساحة حاليا، ولكن الظاهرة تستحق أن يلقى الضوء عليها لما وصل له حال مذيعة التليفزيون من تردى ومع مقارنة بسيطة بين مذيعاتنا حاليا ومذيعات التليفزيون قديما، من المؤكد أننا سنصاب بصدمة عندما نشاهد حاليا على سبيل المثال وليس الحصر على قناة "القاهرة" مذيعة مثل المذيعة نرمين عصام وجيهان سليمان، والمذيعة نشوى عاشور والتى ليس لحجابها علاقة بانتقادها ولكن هناك مذيعات محجبات فى منتهى الشياكة ولكن للأسف مذيعات التليفزيون المصرى الحاليات اخترعن موضة جديدة وهى وضع الماكياج بكثرة وارتداء ملابس تحمل جميع ألوان الطيف دون تناسق إضافة إلى المذيعة "القلبوظة" استنادا لمقولة "ماشاء الله حاجه كده تملى العين"!! ومذيعة الفضائية المصرية مها عادل صاحبة الشعر الأحمر والوزن الزائد وغيرهن، وهذه الأشياء كفيلة بأن تجعل المشاهد دون تفكير أن "يغير المحطة" وليس المحطة فقط ولكن التليفزيون بأكمله بكل ما فيه.




































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;