"شادية" قصة حب رومانسية جمعت خيوطها سينما محمود ذو الفقار، صوت شجّى يدندن على موسيقى بليغ حمدى، همسة شوق فى أشعار مرسى جميل عزيز ومأمون الشناوى، لقطة فنية كوميدية تخرج على الشاشة من خلف كاميرا فطين عبد الوهاب، كبرياء أنثى فى روايات نجيب محفوظ، مشاعر محسوسة فى موسيقى محمد الموجى، ملامح ريفية هادئة فى خيالات مجدى نجيب، دمعة عاطفية تتساقط على أوراق يوسف السباعى، حجاب منقوش بحب مصر أسدلت به الستار على حياتها الفنية التى طالما أطربت بها آذانا فى الوطن العربى.
ويصف الموسيقيون صوت شادية بالصادق الحساس الذى ملأ الدنيا نغماً وتفاؤلاً، وأكد بعضهم أنها كانت "تدلع الموسيقى"، فيما أشار البعض الآخر إلى أن انسحابها من الحياة الفنية ترك فراغًا، حيث يقول الموسيقار حلمى بكر إن نوع الغناء الذى قدمته الفنانة الكبيرة فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى مختلف عن نوع أغنيات هذا الجيل، من حيث الشكل وطريقة الأداء الخفيفة التى تميزت بها شادية.
ويضيف حلمى بكر: "شادية كانت "بتدلع" الأغنية بصوتها الموسيقى الضاحك المفعم بالتفاؤل، وتضع بصمتها على اللحن، وعندما اعتزلت الفن فى الفترة الأخيرة طلبت منها أن تعود مرة أخرى لجمهورها، وقالت لى مداعبة: "لما ترجع أنت الأول لصناعة الألحان".
وأشار الموسيقار إلى أن شهرة شادية الغنائية تتقاسم مع شهرتها كفنانة سينمائية كبيرة قدمت فى سجل السينما المصرية أفلامًا متنوعة منها الخفيف والتراجيدى والكوميدى، وهناك من الملايين ينتظرون عرض أفلامها بلهفة، مؤكدًا أنها كانت سببًا فى اكتشاف بعض مخرجى السينما الذين وضعوا بصمتهم على الشاشة، منهم المخرج أشرف فهمى الذى أخرج لها آخر أعمالها السينمائية "لا تسألنى من أنا" ومن قبل فيلم "أمواج بلا شاطئ".
ويضيف: "شادية كانت لى بمثابة الأخت وليست المطربة التى أتعامل معها، وعندما كانت تغضب منى لا تنفعل أو تثور ولكنها تقول بهدوء "اسكت يا واد يا حلمى"، وبيننا طرائف كثيرة أيام تسجيل البروفات، أحتفظ ببعضها على شرائط عندى".
وأوضح بكر أن شادية عندما أرادت اعتزال المجتمع الفنى والحياة الغنائية كان هذا اتجاهًا خالصًا لوجه ربها وحده، وليس من باب المزايدة والتجارة.