تشهد صناعة الأعمال الفنية، وجود عدد من الفنيين الأجانب، فى مجالات سينمائية كثيرة، منها الديكور والخدع السينمائية والمؤثرات البصرية والتصوير والماكياج، فشخصية «الحناوى» فى فيلم «كركر» نفذها ماكيير فرنسى وكذلك كان الحال فى شخصية «أطاطا» التى قدمها محمد سعد، وأيضا فى فيلم «الفيل الأزرق» وغيرها من الأعمال، وهى الظاهرة التى اختلف المخرجون والنقاد فى تفسيرها، ففى الوقت الذى أكد البعض أن الاستعانة بفنيين محترفين ذوى خبرة يزيد من الجودة الفنية للعمل، اعتبر آخرون أن هذه الظاهرة تهدد العمالة المحلية.
وانتقدوا لجوء المنتجين للفنيين الأجانب فى الوقت الذى تتوافر فيه كوادر مصرية على مستوى عالمى، وفى هذا السياق قال المخرج محمد خان لـ«انفراد» إن الاستعانة بمحترفين أجانب ليس «عيبا» ولكن لا يجب أن يكون عملهم على حساب الفنيين المحليين.
واستشهد بالنظام القائم فى أمريكا للحفاظ على حقوق العمالة الفنية هناك قائلا: «فى أمريكا لا يستطيع أحد أن يفرض على منتج أو مخرج ألا يستعين بعنصر أجنبى فى تنفيذ عمله الفنى، ولكن النقابة هناك تحمى حقوق العاملين لديها، فإذا قام منتج بالاستعانة بمصور أجنبى مثلا تقوم النقابة بتعيين أحد المصورين المحليين كمساعد له، وحتى إذا لم يقم هذا المصور المحلى بالعمل فى الفيلم، فإنها تقوم بدفع راتبه كاملا، وذلك حتى تتفادى مشكلة بطالة أعضائها.
وقال المخرج سامح عبدالعزيز إن الاستعانة بأى مبدع من أى دولة فى العالم هو حق أصيل للمنتج أو المخرج إذا رأوا ضرورة لذلك، مؤكدا لـ«انفراد» إنه يناصر فكرة «فن بلا وطن»، وإنه من حق أى فرد أن يعمل سواء مصرى أو أجنبى، ولا يجب أن يقول أحد إن عمل الأجانب يتسبب فى بطالة العمالة المصرية وذلك لأن الذى يحكم عمل الأجنبى أو المصرى هو عنصر الكفاءة وليس الجنسية، فالكوادر التى تتمتع بالكفاءة تستطيع إثبات نفسها فى أى مكان.
واتفق الناقد الفنى طارق الشناوى مع الرأى السابق قائلا: «فى مصر لدينا كوادر فنية فى العديد من المجالات ولكن هناك مناطق بها ضعف مثل فئة الماكياج، ففى الوقت الذى تمتلك فيه إيران كوادر مهمة فى هذا المجال، حيث نجد أن عدد المحترفين بالمجال فى مصر معدودون على الأصابع، ولا أرى استعانة المنتجين بفنيين أجانب حركة رخيصة أو قلة روح الوطنية ولكنه أمر عادى».
وأضاف أن عمل الأجانب فى مصر يخضع لقانون العرض والطلب، والاستعانة بالأجانب يتطلب إجراءات إقامة وتصريحات عمل وأجر مرتفع وغيرها من الأمور التى يتكفل بها المنتج، ولا يوجد منتج «يبعتر فلوسه فى الهوا» ولا يدفع المنتج شيئا بدون التأكد من أنه سوف يكسب منه أضعاف ما دفعه، ولكن فى الوقت نفسه هناك كوادر مصرية تقدم شغلا ممتازا ويطلبهم المنتجون بالخارج».