"الحصرى على التليفزيون المصرى" كان ذلك شعار عرض مسلسلات رمضان 2010، على التليفزيون المصرى، الذى كان يتميز وقتها بعرض مجموعة من أفضل المسلسلات ولكبار النجوم وكان "يا حظه ويا سعده ويا هناه" حينما يعرض لأى نجم عملا على هذا الصرح الكبير، لكن ما الذى حدث ولماذا تغير الحال وتحديدا منذ ثورة 25 يناير، وأصبح التليفزيون المصرى "مقبرة" لأى عمل فنى يعرض عليه، حتى لو عرض أفضل المسلسلات فلا يحقق حاليا سوى نسبة مشاهدة قليلة، "التليفزيون" فى أزمة فلا يوجد لديه سيولة مالية كافية تستطيع أن تحصل على أعمال درامية كبيرة، لدرجة أن غالبية المنتجين يتهربون من عرض أعمالهم عليه، رغم أن هناك من المنتجين مازالوا يقدرون "ماسبيرو" ويعترفون بفضله عليهم ويمنحونه مسلسلاتهم مجانا.
لكن يبقى السؤال لماذا تدهور التليفزيون لهذا الحد، هل وجود كم كبير من الفضائيات كان سببا؟ جايز، لكن يبقى السؤال لماذا لا يعود التليفزيون المصرى للإنتاج مرة أخرى وبقوة مثلما كان من قبل؟ روائع وتاريخ الدراما المصرية كان سببا فيها التلفزيون المصرى وقطاع الإنتاج أخرج كم كبير من النجوم فلا أحد ينسى "المال والبنون" و"حديث الصباح والمساء"، و"ذئاب الجبل" و"ليالى الحلمية" وغيرهم الكثير من الأعمال التى شكلت وجدان الوطن العربى بأكمله.
المدهش أن هناك العديد من المسلسلات التى ينتجها قطاع الإنتاج أو الجهات الحكومية مثل صوت القاهرة متوقفة منذ سنوات بسبب الأزمات المادية، وأصبح إنتاجهم قليل ويمكن يصل إلى "صفر" العام الحالى، رغم أن التليفزيون فيه كل المقومات التى تساعد على تقديم عمل فنى ناجح سواء من المعدات أو أماكن التصوير وغيرهم ولكن يتعامل المسئولين بعقلية الموظف، وحينما يتحول الفنان لتلك العقلية فلا يبدع ولا يقدم أى جديد يذكر له.
لابد من مسئولى التليفزيون مواكبة التطوير الذى يحدث فى الدراما، وعلى مسئولى قطاع الإنتاج البحث عن عقليات فنية جديدة لإخراجهم من تلك الأزمة والتخلى عن العقليات التى تعمل بدور "الموظف" من أجل أن تعود له أمجاده السابقة وريادته.