نقلاً عن اليومى..
تستحق فكرة تحويل إذاعة «القاهرة الكبرى»، إلى إذاعة جديدة و«عصرية» باسم «كايرو إف إم»، التى توجد الآن على مكتب رئيسة الإذاعة نادية، الكثير من الجهد والتعب والعناء للخروج للنور، ولا سيما بعد حالة «الترهل» التى وصلت إليها الإذاعات المصرية.
الفكرة طرحت وقت أن كان عبدالرحمن رشاد رئيسا للإذاعة المصرية، قبل ثلاثة أعوام، إلا أنها ظلت حبيسة الأدراج حتى هذه اللحظة.
إذاعة القاهرة الكبرى انطلقت فى إبريل عام 1981، حيث تبث من مقر الإذاعة المصرية القديم بشارع الشريفين بجوار البورصة المصرية، وتذاع على موجة 102.2 إف إم، وتغطى مناطق القاهرة والجيزة والقليوبية فقط، ورغم أن الأغلبية التى تحرص على سماع الراديو، لا تتجه إلا للإذاعات الكبرى، مثل البرنامج العام والشرق الأوسط والقرآن الكريم والشباب والرياضة وصوت العرب، إلا أن القاهرة الكبرى، قادرة بعد تحولها لإذاعة شبابية وبضخ دماء جديدة، على المنافسة، خاصة إذا تم رعايتها بشكل يقوم على الرعاية الإعلانية التى تحفظ للإذاعة السيطرة الإدارية والتحكم فى المضمون والمحتوى،
فمن يسمع لإذاعة القاهرة الكبرى التى يرأسها حاليا ولاء عسكر، يجد أنها منغمسة وغارقة فى كل ما يتعلق بأزمات العاصمة والجيزة والقليوبية، وهو ما يحتاجه مستمع تلك المناطق.
حالة الترهل التى وصلت إليها الإذاعات المصرية التى امتدت لتصل لمجموعة إذاعات راديو النيل «نغم وهيتس وميجا» التى مازالت تقاوم رغم ضعف الإمكانيات، تحتاج لمشرط جراح، يجعلها قادرة على الوقوف أمام الإذاعات الخاصة «القوية» ماديا وبرامجيا، ولكنها تحتاج لإذاعات تابعة للحكومة، لتكون المنافسة أكثر إثراء.
العديد من الأفكار والطموحات توجد حاليا داخل أدراج المسؤولين بقطاع الإذاعة المصرية، تحتاج لإزالة الغبار من عليها، والبدء فى التنفيذ بشكل فورى وسريع، مثل إذاعات التراث، ومرور، وإذاعة مخصصة للرياضة، وغيرها من الأفكار، حيث لاقت إذاعة شعبى إف إم نجاحا كبيرا بمجرد بثها، وهو ما يثبت أن التجارب الجديدة لا تحتاج سوى للجرأة، فجمهور الإذاعة غير مرشح للنقصان، ولكنه مرشح بقوة للازدياد فى حالة إذا ما توفرت الإمكانيات للتجديد والتطوير، فالموجات الإذاعية أصبحت الشىء الوحيد فى مجال الميديا الذى تستطيع أن تسيطر الدولة عليه، بعد الانتشار الكبير فى عدد القنوات الفضائية، واقتحام قنوات أخرى للبيوت المصرية، رغم عدم إذاعتها من مصر، فالراديو مازال حتى هذه اللحظة يحافظ على الخصوصية والهوية المصرية دون شوائب أو أفكار دخيلة .
ولعل إذاعة القرآن الكريم التى تحتفل هذه الأيام بعيدها الـ52، هى أبرز دليل على حفاظ الراديو على تلك الخصوصية، حيث مازالت المحطة فى المقدمة، وفق استطلاعات الرأى والبحوث، وهى الأكثر استماعا بين المحطات الإذاعية، نظرا لما تقدمه من محتوى يجمع بين القرآن والمواعظ الدينية والأخلاقية، وأيضا مادة تعليمية، رغم اضمحلال الإذاعة المصرية وتراجعها.