وصف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامى، الإسلام بأنه دين الإنسانية، والتى لخصها بقوله، هي: حب الإنسان فى ذاته كإنسان، بغض النظر عن دينه، لونه، عرقه، مستواه، مشيرًا إلى أن القرآن هو كتاب للإنسان قبل المسلمين، وهناك سورة فيه تحمل اسم "الإنسان"، وقد وردت فيه كلمة الإنسان 63مرة، وكلمة الناس 340 مرة، وكلمة البشر 37مرة.
وفى ثامن حلقات برنامجه "طريق للحياة" ، ذهب خالد إلى اعتبار حب الناس "أعظم معانى التدين"، مدللاً بقول النبى : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، موضحًا أن المراد بأخيه هنا كل الناس، فلن يكتمل إيمان المسلم بالله حتى يحب الناس، ولن يحبه تمام الحب حتى يحب صنعته.. فإن حب الصنعة من حب الصانع.
مع ذلك، عاب "خالد" على قطاع كبير من المتدينين فى فهمهم الخاطئ لهذه المسألة، فهناك من وصفه بالتدين القاسى ضد الإنسانية، والتدين العنصري، الذى يقوم على عبادة الله بكراهية غير المسلمين، وتدين الكراهية والغل، والتدين الذى لا يحترم تنوع البشر.
وقال الداعية الإسلامى إن مثل هذه الأفكار المغلوطة هى التى تخرج المتطرفين والإرهابيين، فهناك أناس نزعوا الإنسانية من الدين من أجل الصراع والعنف والتطرف، انطلاقًا من قيم الكراهية والعنصرية والمفاهيم الخاطئة عن "الولاء والبراء"، الذى هو فى حالة الحرب فقط.
وتحدث "خالد" عن العديد من المواقف الإنسانية فى حياة الرسول، ومن ذلك عندما هاجر إلى الطائف، أتاه ملك الجبال وهو حزينًا مهمومًا، بعدما تعرض للأذى والتنكيل، وقال له: "لو أمرتنى اطبق عليهم الأخشبين"، لكنه صلى الله عليه وسلم يرد بكل إنسانية: "لا عسى أن يخرج الله من بين أصلابهم من يعبد الله."
وأشار كذلك إلى أنه عندما هاجر النبى إلى المدينة كان دليله فى رحلته عبد الله بن أريقط، ولم يكن مسلمًا، لكنها الإنسانية التى جعلت النبى يرى فيه الخير حتى لو كان غير مسلم، لافتًا إلى أنه على الرغم من محاولة اليهود قتله 3مرات، إلا أنه عندما مرت جنازة يهودى وقف النبى لها، فيقول الجلوس: إنها جنازة يهودي، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم: "أليست نفسًا".
وشدد "خالد" على ضرورة إحياء النزعة الإنسانية فى الدين، وإعادة الجمال والروح للدين، مهاجمًا التيارات الإسلامية المتشددة التى قال إنها نزعت الإنسانية من الدين مقابل العنف والصراع والكراهية.