استنكر الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامى على كثير من المتدينين رفضهم توجيه أى كلمة نقد إليهم، لأنهم يعتبرون أنفسهم يمثلون كيان الإسلام، فيما اعتبره محاولة لتكميم الأفواه عن النقد، قائلا: "إن الإسلام برىء من هذا الفكر، فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول: "الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، وعمر بن الخطاب كان يقول: "رحم الله امرئ أهدى إلى عيوبى".
وأضاف فى الحلقة السادسة عشر من برنامجه الرمضانى "طريق للحياة"، أن "نقد الذات معناها أن تواجهها بأخطائها.. نقد يصلحها.. يحفزها.. يدفعها للأمام"، موضحًا أن "الإسلام يعلمنا فكرة النقد الذاتى، من خلال مفهوم "الاستغفار والتوبة"، وهما عبارة عن مراجعة شاملة ودورية لأخطاء الإنسان فى الحياة.
وعرّف "خالد" التوبة وفق هذا المفهوم على أنها تقوم على المراجعة الشاملة لقضايا الإنسان فى كل مكان وفى كل مجال، على مستوى الفرد: التوبة الاجتماعية (ظلم الزوجات)، التوبة الاقتصادية (المال الحرام)، التوبة السياسية (التخلى عن الواجبات تجاه الوطن( أما على مستوى الدول فهى التوبة الاقتصادية عن التقصير فى حقوق الفقراء، وعدم استخدام موارد الدولة الاستخدام الأمثل.
وأكد الداعية الإسلامى، على أنه ما لم يدرك المرء نقاط قوته، لن يجيد توظيفها، وما لم يدرك نقاط ضعفه فلن يمكنه علاجها أو تفادى ضررها، مدللاً بآيات من القرآن تدعو إلى نقد الذات، ومنها قوله تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"، قائلاً: "سنفهمها على أن ترك الخطأ دون إصلاح هو من الظلم، لأنه سيتراكم الخطأ حتى مستحيل إصلاحه.
وشدد "خالد" على ضرورة أن يطرح الإنسان للمراجعة والمحاكمة والتدقيق والتقييم كل ما لديه من معتقدات ومسلّمات وموروثات اجتماعية وأفكار ورؤى ومواقف وآراء وعلاقات وأخلاق، فما تأكد من صحته أبقى عليه، وما ثبت له خطؤه نحّاه جانبًا واستبدله بما رسخ فى يقينه أنه الحق.
واستطرد فى شرحه لمفهوم "نقد الذات"، قائلاً: "لايعنى أن تقعد عن العمل إلى أن تبلغ مرتبة الكمال، بل هو السعى لبلوغ الكمال، وهو عملية مستمرة مدى الحياة، فتعمل وتراجع وتقيّم وتصحح المسار. واعلم أنك لن تكون موضوعيا فى تناولك للأمور وفى طرحك ما لم تكن موضوعيا مع ذاتك، ولن تكون موضوعيا مع ذاتك ما لم تنقدها بشفافية".