بأداء أقل ما يقال عنه أنه "عالميا" أنهى يحيى الفخرانى، سيمفونيته الدرامية "ونوس" بمشهد "عبقرى"، يخاطب فيه ونوس "الشيطان" الله، بلهجة عتاب، على مسامحته لياقوت رمز للإنسان، رغم كل ما أقترفه من أخطاء، وخطايا، ورغم أنه مخلوق من الطين، وليس من النار مثل ونوس أو الشيطان.
فخلال دقائق قليلة للغاية، تجول الفخرانى، ما بين انفعالات متباينة بسلاسة شديدة دون تعب أو عناء، فيضحك بسخرية واستهزاء، ويغضب بكراهية واستهجان، ويتوعد بشر، ثم ينفعل بشدة، ثم يدخل مرة جديدة من اللوم والعتاب.
فعل الفخرانى كل تلك الأحاسيس والانفعالات بانسيابية مطلقة، وتلقائية "عمياء"، فبعدما يقترب بشدة من هدفه، وهو جعل "ياقوت" يوقع عقد "قبض روحه"، يتراجع ياقوت، بعدما تأكد أن أولاده أصبحوا فى "أمان" من شر ونوس، ليشتعل ونوس غضبا ويتحدث مع الله قائلا: "ليه بعد كل اللى عمله، خلاص سماح كدة، طب ليه ؟؟ مات لييه ؟؟؟ فى مليارات ياقوت وانا مش هاسبهم وراهم واحد واحد وواحدة واحدة.. بعد كل التعب اللى تعبته وعشان مين مخلوق من طين.. ليه مدلعه قوى كدة.. اشمعنى انا.. انا غلطت غلطة واحدة.. وهو الخطاء اللى مبيتعلمش.. أنا المتعلم أنا الذكى أنا الزاهد أنا المخلوق من نار أنا أحسن منه أنا اللى عبدتك قبله أنا الاول انا.. أنا متغاظ... أنا متغاظ.... أنا متغااااظ".