بدأ صناع "House of Cards"، تصوير العمل فى من مدينة بالتيمور، وهى واحدة من أكبر مدن ولاية ميريلاند الأمريكية، ورابع أكبر مدن للولايات المتحدة بعد نيويورك وفيلادلفيا وجاكسونفيل، وشوهد نجوم العمل خلال الأيام الماضية فى أنحاء هذه المدينة الساحلية، وذكرت تقارير موقع شبكة "CBS" المحلية أن فريق عمل المسلسل سيبدأ التصوير رسميا بعد عدة أسابيع.
وكانت شبكة "Netflix" قد اعلنت مؤخراً عن تجديدها لمسلسلها "House of Cards" لموسم خامس ومن المقرر أن تعرض حلقاته فى العام القادم 2017، ولكن الشىء المحزن نوعاً ما هو أن مبتكر المسلسل والمسئول عنه بو ويلمون، الذى كان متواجداً طوال 4 مواسم فى غرفة الإنتاج والكتابة يحضر ويكتب هذا المسلسل، نيتفلكس وشركة الإنتاج شكروا جداً المرشح للأوسكار فى 2012 عن The Ides of March وشكروه على ما قدمه طوال 52 حلقة فى تاريخ المسلسل وحتى الآن لم يتم اختيار البديل.
مسلسل "House of Cards" من نوعية الدراما سياسى وهو من تأليف وإنتاج بو ويليمون، وهو مبنى على مسلسل بريطانى بنفس الاسم والتى بدورها مبنية على رواية من تأليف مايكل دوبز، المسلسل يبث على شبكة نتفليكس منذ 1 فبراير 2013 بموسمها الأول المكون من 13 حلقةـ الموسم الثانى صدر فى 4 فبراير 2014، قبل 10 أيام من بث الموسم الثانى، أعلن نتفليكس عن تجديد المسلسل لموسم ثالث، والذى صدر فى 27 فبراير 2015، بيت من ورق تم تجديده لموسم رابع عرض فى 4 مارس 2016 ولموسم خامس سيعرض عام 2017.
يدور المسلسل فى سنة 2013 حيث يفوز رئيس جديد فى الولايات المتحدة، من الحزب الديمقراطى ويكون البطل (فرانسيس أندروود) الذى يلعب دوره (كيفن سبايسي) موعود بمنصب وزير الخارجية يفاجئ أنه تم ابعاده، وأن الرئيس ومن معه يقولون له أنهم يحتاجونه فى الكونجرس، فيقرر أن يقلب الطاولة على الجميع وأن يفعل الأمور بطريقته طبعاً ذلك فى سره وأمام زوجته التى هى مدير لمنظمة أعمال خيرية (كلير أندروود) التى تلعب دورها الفنانة (روبن رايت)، طبعاً أمام الادارة والرئيس هو موافق على كل شيء ولا مشكلة لديه بقرار الرئيس ويتقبل الأمر بكل بساطة، حملة قلب الطاولة تبدأ بالاتفاق مع الصحفية المبتدئة (زوى بارنز) التى تلعب دورها (كايت مارا) بحيث تسرب أخبار معينة ليمرر أفكاره بالشكل الذى يريده بحيث يستطيع أن يصل لمبتغاه، ومن هنا تبدأ قصة المسلسل مع عضو الكونجرس الأمريكى (أندروود).
المسلسل قدم وجبة درامية جيدة جداً، تخللتها شخوص ممتازة لعب أدوراها ممثلون ممتازون جداً وقدموا الشخصيات بشكل ممتاز، تركيب الشخصيات ليس معقد بشكل كبير بل بسيط يمكنك ببساطة أن تعرف ميول كل شخصية وأفكارها ومبتغاها، من ناحية أخرى الحوارات جيدة جداً، تعطيك انطباعاً كبير عن الحياة السياسية وعن طريقة ادارة الأمور هناك، ومن ناحية آخرى مشاهد حديث البطل (فرانسيس) مع الكاميرا مشاهد ممتازة تعطيك تفاصيل مهمة حول آرائه وحول ما يفعله وهو تفسيرات لماذا يفعل ذلك بالضبط، ويعطيك أيضاً تفسيرات جيدة جداً عن طريقة سير الأحداث وعن تفكير البطل وعن كيفية ادارة الامور بطريقته الخاصة
الإخراج من ناحية أخرى كان جيد جداً، صور العاصمة بشكل ممتاز بمكاتبها بممراتها بشوارعها، نقلنا مباشرةً لتلك البيئة وأعطتنى انطباعاً جيداً هو تلك البيئة، كذلك تصوير مشاهد محادثة البطل للكاميرا تم بشكل جيد جداً وأبدع المخرج فيها حسب رأيى، من ناحية آخرى الحبكة وطريقة سير الأحداث لم تكن بذلك القدر الكبير، التمثيل والشخوص أعطوا قيمةً للعمل رفقة الاخراج ولكن الحبكة كانت ضعيفـة، بضعة أمور تحدث بشكل غير منطقي، بضعة أمور تنجح بشكل غير منطقى فمثلاً نجاح خديعـة (فرانسيس) والورطة التى ورط بها المرشح مكانه امام التلفاز، المرء يشاهد سياسيين لذا من الواجب أن يراعى كاتب النص الواقعية فى الطرح بحيث يحترم عقل المشاهد بتقديم له قصة فيها من الواقعية النسبة الجيدة بحيث تقنعك بطريقة سير الأحداث وبأن هنالك مشاكل قد تصادف (فرانسيس) وليس كل شيء يحله البطل بكل بساطة عندما يكون المرء متخيلاً أنه سيشاهد عملاً مميزاً فهو يتخيل عملاً يحترم عقله، وعندما تناقش السياسة عليك أن تحترم عقل المشاهد وتعطيه ما يبحث عنه وهو القدر الجيد من الواقعية لإقناعه بطريقة سير الأحداث ربما إظهار فيما بعد نداً للبطل سيجعل الأمور أفضل، أفضل أن يحدث ذلك.
من ناحية أخرى وأيضاً خلال نفس السياق، هناك بضعة أمور صورها المسلسل، هدفها ليس دراميا ولا يخدم القصة بقدر ما هو محاولة لتبيان البيئة التى يعيشها السياسيين هناك علاقات عابرة لا معنى لها ولا يوجد أدنى مبرر درامى احتوته القصة على ذلك، من الممكن أن أتقبل فكرة العلاقة أن كان لها مبررات ولكن لم أرى أى مبررات واقعية لذلك وأعتقد أن الأمر خرج عن اطار الدراما وأصبح مجرد محاولة لاستفادة من هذه الأحداث فيما بعد بالإضافة إلى طريقة لإظهار طريقة عيش السياسيين وربما فقط محاولة لإظهار أن النزوات تحكمهم.