أن تجلس أمام رئيس دولتك لتطرح عليه الأسئلة التى يريد أن يعرف إجابتها المواطنون وأن تتحدث بلسان 80 مليون شخص مع مختلف فئاتهم..فهى بالطبع مهمة صعبة واختبار أصعب لأى إعلامى ومذيع أمام جمهوره.. وتحتاج استعدادات خاصة تختلف عن أى حوار أو لقاء تليفزيونى مع أى شخصية أخرى.. وعلى مدار تاريخ الرؤساء الذين حكموا مصر هناك بعض الأسماء الإعلامية التى نتذكرها ونضعها بجانب اسم كل رئيس تولى البلاد، وهناك منهم من نجح فى مهمته ومنهم من تعرض للهجوم التى وصلت لحد السخرية، ولكن مما لا شك فيه أن محاورة الرئيس إضافة لتاريخ أى إعلامى.
وخلال هذا التقرير رصدنا أشهر الأسماء الإعلامية فى مصر التى أجرت لقاءات تليفزيونية مع الرؤساء الذين حكموا البلاد.. وخلال البحث عن حوارات تليفزيونية أو إذاعية للرئيس جمال عبد الناصر وجدنا أنه كان يفضل إلقاء الخطابات عبر أثير الإذاعة المصرية وكان يحرص دائما على عدم وجود وسيط بينه وبين شعبه فدائما كان يتناول فى خطبه كل ما يهم المواطنين من قرارات، بجانب بعض اللقاءات التى أجراها عبد الناصر مع مذيعين أجانب.
- أشهر حوار للرئيس أنور السادات
همت مصطفى الإعلامية الشهيرة انفردت بتقديم الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى برامج مباشرة للجمهور المصرى فى مناسبات مختلفة أشهرها عيد ميلاده، وكان اللقاء الأشهر بين همت والرئيس الراحل أنور السادات يوم 24 ديسمبر عام 1978م، واهتم السادات بتقديم نفسه للجمهور باعتباره الرجل الكلاسيكى الذى يظهر بالجلباب والعباءة، واشتهرت تلك اللقاءات أيضا بمقولة "يا همت يا بنتى" التى كان السادات يرددها للإعلامية أثناء اللقاء.
- حسنى مبارك وعماد الدين أديب
خلال فترة توليه رئاسة مصر.. أجرى الرئيس محمد حسنى مبارك عدة لقاءات تليفزيونية مع التليفزيون المصرية وعدد من الفضائيات.. وأشهر من حاور الرئيس مبارك الإعلامى مفيد فوزى حيث كان يقوم بإجراء حوار دورى معه يتناول كل نواحى الحياة العامة والخاصة بمبارك، وللإعلامى عماد الدين أديب أكثر من لقاء تليفزيونى مع الرئيس مبارك، ولعل أشهرها حواره معه فى 27 أبريل 2005 حيث أجرى عماد أديب حوارا مطولا مع الرئيس السابق محمد حسنى مبارك. وكان الحوار تحت اسم "كلمة للتاريخ".
استغرق الحوار سبع ساعات كاملة، تم عرضها على مدار ثلاثة أيام على التلفزيون المصرى والقناة الفضائية المصرية. وانتظر المصريون بتفاؤل وحذر وبعض الشك اللقاء خاصة عندما أعلنت جريدة "الأهرام" أن مبارك سيفجر مفاجأة كبرى إلى جانب العديد من المفاجآت الأخرى فى مقابلته المنتظرة وتوقع المصريون أن تتعلق المفاجأة بالانتخابات الرئاسية التى كانت على وشك الانعقاد، أو أن يناقش اللقاء أوضاع الديمقراطية فى مصر، إلا أن الحديث لم يتطرق إلى أى أمور معاصرة تخص الدولة ونظامها السياسى، وانحصر الحديث فى الحياة الشخصية لمبارك والفترة التاريخية التى عاصرها، مما تسبب فى انتقادات شديد للحوار.
- محمد مرسى والتليفزيون المصرى
خص الرئيس المعزول محمد مرسى مذيعى التليفزيون المصرى بحواراته التى أجراها خلال مدة رئاسته التى لا تتعدى العام.. وفى كل مرة كان يظهر فيها على الشاشة كان مقدم الحوار يتعرض لهجوم عنيف ليس لضعفه كمحاور وإنما لأسلوب وطريقة الرئيس المعزول التى كان يجيب بها عن الأسئلة والمعروف بها وهى "أنك ماتفهمش هو عايز يقول إيه".. ومن أشهر من حاوروه الإعلامى عمرو الليثى ومذيعة التليفزيون شهيرة أمين التى قالت فى تصريح لها بعد حوارها مع مرسى وكان فى فترة تظاهرات "أنها أصيبت بإحباط وحزن شديدين بسبب حوارها مع الرئيس لأن الحوار لم يغير الوضع، ولم يقدم الرئيس أية تنازلات، وأصاب متظاهرى التحرير بالغضب، وأيضا هناك المذيع تامر حنفى والمذيع محمد سليمان.
- الرئيس عبد الفتاح السيسي وأسامة كمال
يحرص دائما الرئيس عبد الفتاح السيسى على تقديم كشف حساب لشعبه من خلال لقاءات قام بها على فترات متباعدة ولكنه كان يفضل الحديث للشعب دون الاستعانة بمذيع.. ولكن يعد الإعلامى أسامة كمال أشهر الإعلاميين الذين حاوروا الرئيس السيسى.
كما خص الرئيس إذاعة القرآن الكريم بحوار إذاعى فى عيدها الـ51 وأجرى اللقاء المذيع وليد الحسينى، الذى أكد أنه كان صاحب فكرة الحوار مع الرئيس، وأضاف أنه لم تواجهه أى تعقيدات من جانب مؤسسة الرئاسة فى إنهاء التصريح بإجراء الحوار، منوها إلى أن الرئيس السيسى متواضع ومحترم ويعامل الناس وكأنه أبيهم، كما قال إن الرئيس لم يفرض على أى أسئلة فى إجراء الحوار، بجانب ذلك قام السيسى بمقابلة عدد كبير من الإعلاميين ومحاورتهم عن قرب فى أكثر من لقاء.