تظل رائعة «القلب يعشق كل جميل» التى كتبها الشاعر الكبير بيرم التونسى، سيمفونية خالدة بصوت أم كلثوم ولحن رياض السنباطى، وكلما جاء يوم وقفة "عرفة" تبث الأغنية فى الإذاعات والقنوات، وحين ينطلق اللحن مبشرا بصوت الست، تنبعث الراحة والسلام الداخلى فى النفوس، وتسمو الروح فى حالة خاصة ورحلة سماوية بعيدة.
ربما لا يعرف كثيرون أن الموسيقار زكريا أحمد غنى ولحن «القلب يعشق كل جميل»، فى الأربعينيات، ولم يحظ وقتها اللحن بالانتشار وكذلك الأغنية نفسها، حتى غنتها أم كلثوم مطلع السبعينيات بلحن الموسيقار رياض السنباطى،وظل لحن السنباطى هو الأكثر جمالا وروعة.. حيث وضع لحنا خالدا لكل الأوقات، وليس لزمن أو فترة معينة، بل صنعه لـ «بكرة» الذى لن يأتى أبدا لحنا شبيهًا بالابتهالات الدينية، به خليط من الروحانيات، ومزج فيه بين الفرح والشجن والمحبة الآلهية، وطوال الأغنية يؤكد على هذه الجمل اللحنية البديعة، لذلك رسخت فى أذن المستمع للأبد.
لحن «القلب يعشق كل جميل» كان تحديا لرياض السنباطى، إذ كان يمثل عودته من جديد للست بعد فترة غياب كانت تتعاون فيها مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فى أغنيات «أنت عمرى، أمل حياتى، هذه ليلتى» وغيرها، لذا وكما يقولون «أخذته الجلالة» ووضع لحنا مختلفا فى التكوين والشكل والإيقاع.
وما أضفى للحن جمالا طريقة أداء أم كلثوم، وعذوبة الكلمات التى تقطر حبا ومصالحة مع النفس حتى تخيل كاتبها بيرم التونسى أنه فى الجنة :«القلب يعشق كل جميل.. وياما شفتى جمال يا عين، واللى صدق فى الحب قليل.. وإن دام يدوم يوم ولا يومين، واللى هويته اليوم.. دايم وصاله دوم.. لا يعاتب اللى يتوب ولا فى طبعه الـلوم، واحد مفيش غيره ملا الوجود نوره.. دعانى لبيته لحد باب بيته.. وأمـّا تجلالى بالدمع ناجيته».