عانى كثيرًا نجم الكوميديا إسماعيل ياسين فى طفولته، ورغم أنه عاش حياته بأكملها وأفناها فى رسم الضحكة على وجه جمهوره، إلا أن هناك جانبا حزينا فى حياته يتضح فى لقاءاته الإذاعية القديمة، وبمناسبة الاحتفال بذكرى ميلاده الـ104 نرصد بعض التصريحات الإنسانية له التى أدلى بها فى أحد الحوارات الإذاعية النادرة، والتى قال فيها إن والده كان رجلا ميسورا، لكن معاناته بدأت بعد إفلاس والده، وعندما وصل لسن الشباب نصحه أصدقاؤه بالنزول إلى القاهرة التى يتواجد بها عمالقة الغناء والفن ليحقق حلمه فى أن يكون مونولجيست، حيث ولد إسماعيل ياسين وعاش طفولته فى السويس.
وتابع ياسين أنه كان يبلغ من العمر وقتها 17 عاما وقبل نزوله للقاهرة حصل على 6 جنيهات من جدته لوالدته لمساعدته على العيش فى القاهرة، وقال إن حياته تغيرت بسبب هذا المبلغ وظن أنه يمتلك الدنيا، وعلى الفور نزل إلى القاهرة وتوجه لمعهد الموسيقى ليدرس به بعدما أقنعه أصدقاءه بأنه يمتلك حنجرة مطرب، لكنه لم يحسن تدبير أموره وظن أن الـ6 جنيهات ثروة لن تنتهى ولم يدرك ذلك إلا بعد أن أنفق كل ما لديه وظل يفكر فى كيفية الخروج من هذه الورطة فذهب لأولاد خاله الذين كان يستضيفهم والده باستمرار ويكرمهم، لكنه تفاجأ برد فعلهم بعد أن سألوه عن سبب مجيئه إلى مصر فأخبرهم برغبته فى الالتحاق بمعهد الموسيقى والعمل فى القاهرة لكنه لم يجد منهم أى ترحاب.
واستكمل إسماعيل ياسين مؤكدا أن الظروف كانت ضده طوال الوقت خاصة بعد إنفاق أمواله فظل يمشى بالشوارع حتى يشعر بالتعب ويذهب لجامع السيدة زينب لينام بينما كان يفاجأ بإمام الجامع "يرفسه" ليستيقظ، وأصبح شكله غير مألوفًا لأن ملابسه اتسخت وظهرت لحيته ووضحت عليه ملامح "الفقر"، وبعد طرده من جامع السيدة توجه لجامع آخر بنفس المنطقة اسمه "جامع مراسينا" الذى كان مزدحمًا للغاية ومن شدة الإرهاق نام خلف أحد أبواب المسجد ليكون الحظ السيئ من نصيبه مجددا، ويوقظه أحد الأشخاص ويتهمه بسرقة "طقم الشاى"!! أما إمام الجامع بعد أن سمع قصته المأساوية ومعاناته أخذه معه البيت وقام بتنظيف ملابسه المتسخة وأعطاه 35 قرشًا ليسافر من جديد للسويس لوالده.