ينشر "انفراد" قصة أغنية "أم البطل" للفنانة شريفة فاضل، حيث جاءت فكرة الأغنية عندما سيطر الحزن عليها، بعد استشهاد ابنها وبعد 3 أشهر طلبت من صديقتىها الشاعرة نبيلة قنديل، أن تكتب أغنية عن أم بطل، وكانت تقصد بها كل النساء اللاتى فقدن أبنائهن الابطال فى الحرب، أو أولئك الذين عاشوا وشاركوا فى صنع النصر خصوصا وأن كل الأغنيات كانت تتغنى للحرب. سألتنى: هل أكتبها عن أم شهيد؟ قلت لها: لا، أريدها أن تصل لأمهات كل الأبطال الذين شاركوا فى حرب أكتوبر، من استشهد منهم ومن نجا.
وتواصل روايتها لكواليس كتابة الأغنية: دخلت نبيلة غرفة ابنى الشهيد، لعدة دقائق، ثم خرجت وفى يدها ورقة بكلمات الأغنية، التى هزتنى بشدة، وشعرت بأنها تعبر عنى بالفعل، فقط طلبت منها تعديل شطرة: «بيضربوا بيك المثل»، رأيتها غير مناسبة، إلا أن الشاعرة نبيلة تمسكت بها ووقتها كان زوجها، الملحن على إسماعيل، حاضرا معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله، وعاد اليوم التالى بلحن شديد الإتقان، لم أطلب تعديل جملة موسيقية واحدة، وفى اليوم الثالث كنت بماسبيرولتسجيلها، فرحب «بابا شارو»، رئيس الإذاعة وقتها، بالأغنية وأمر بدخولى الأستوديو فورا.
تقول الفنانة شريفة: هذه اللحظات لن أنساها فى حياتى، فبمجرد أن غنيت المقطع الأول، سقطت من شدة التأثر، وتكرر هذا الموقف عدة مرات، حتى سمعت المطربة فايزة أحمد، كانت موجودة بالاستديو مصادفة، تخاطبنى: «لو مش قادرة تغنيها.. بتغنى ليه». هذا الجملة زادت من إصرارى، تماسكت وقررت أن أنهيها فى مرة واحدة، وقد كان. ولم يستغرق تسجيلها أكثر من ساعات، وليس عدة أيام.
ومن كلمات الأغنية "ابنى حبيبى، يا نور عينى بييضربوا بيكى المثل، كل الحبايب بتهنيني، طبعا ما انا أم البطل، يا مصر، ولدى الحر اتربى وشبع من خيرك، اتقوى من عظمة شمسك، أتعلم على ايد أحرارك، أتسلح بإيمانه واسمك، شد الرحال، شق الرمال هز الجبال، عدا المحال، زرع العلم، طرح الأمل، وبقيت أنا أم البطل".