يبدو أن أمد الصراع سيطول أكثر مما توقع كثيرون، فآتون الحرب التى أتت على يابس الشام وأخضرها لا تزال مشتعلة فى سوريا الجريحة، بينما تبحث بعض الدول الكبرى والإقليمية الخروج من تلكم الحرب بالحصول على أكبر المكاسب، فالولايات المتحدة وروسيا الدولتان الاكثر تأثيرا على مجريات الأزمة هناك تتصارعان من أجل الحصول على مغانم الحرب، فالأولى تريد ضمان أمن إسرائيل عن طريق تقسيم سوريا إلى دويلات، والثانية قدمت إلى الشرق ولن تخرج منه مرة أخرى والفضل يعود فى هذا إلى العرب الذين لم يعودوا كما كانوا على قلب رجل واحد، خاصة بعد ما سمى ثورات الربيع العربى التى قسمت دولا وقضت على جيوش بينما تنتظر دول اخرى نفس المصير المجهول.
"لله درك يا سوريا"، فلقد أصبحتى جسدا معطلا، تتنازع دول العالم أمرهم بينهم، كل حزب يريد ان ينتزع جزءا من هذا الجسد المريض، حتى بعض العرب ينقضون عليكى من خلال مد الإرهابيين بالمال والسلاح فقط نكاية عن نظام اختلفوا معه، كل اللقاءات والمحادثات الدولية التى عقدت من أجل إيجاد مخرج أو حل للأزمة المتعددة الأطراف، جميعها باء بالفشل، لأن هناك حسابات دولية وإقليمية وحربا بالوكالة تجرى على أرض الحضارات، يراد لها ألا تنتهى.
مجلس الأمن يفشل فى تبنى قرارين حول سوريا
فمنذ تعليق المحادثات الأمريكية الروسية حول روسيا، تسعى دول عدة لوضع حد للأزمة السورية خاصة فى حلب المدمرة، ففى الأسبوع الاول من الشهر الجارى فشل مجلس الأمن فى تبني مشروعي قرار أحدهما فرنسي والآخر روسي، يدعوان إلى هدنة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء سوريا، حيث استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الفرنسي الذي طالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية، فيما لم يتمكن مشروع القرار الروسي من الحصول على موافقة 9 أعضاء في مجلس الأمن، وهو الحد الأدنى اللازم لإقراره.
فشل اجتماع لوزان بسويسرا
وعقدت المجموعة الدولية المعنية بالأزمة السورية والمؤلفة من وزير الخارجية الامريكى جون كيرى، ونظيره الروسي سيرجى لافروف، مع 7 وزراء خارجية من المنطقة مصر وإيران والسعودية والأردن والعراق إجتماعاً في مدينة لوزان بسويسرا لبحث الأزمة لكن لم يخرج المجتمعون بشئ، وصرح الوزير الروسى بأن ممثلي واشنطن وموسكو والدول المعنية في المنطقة الذين اجروا مباحثات حول النزاع السوري في لوزان قرروا "الاستمرار في الاتصالات"، موضحًا أن هناك توافقنا على وجوب الاستمرار في الاتصالات خلال الايام المقبلة مع اخذ بعض الترتيبات التي يمكن ان تساعد في تعزيز التسوية، في الاعتبار"، ولكن وزير الخارجية الامريكى أكد بدوره أن المباحثات حول سوريا تضمنت أفكارا جديدة وتخللتها توترات.
اجتماع لندن
ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لندن تلبية لدعوة وجهها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لبحث الخيارات المطروحة لحل الأزمة السورية، ومن بينها الخيارات العسكرية، ومن المنتظر أن يحضر الاجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
ويتوقع محللون أن يفشل هذا الاجتماع كسابقيه فى وضع تصور للخروج من الأزمة السورية، التى دخلت عامها السادس، فى ظل تباين كبير فى الأطروحات التى تقدمها الدول المعنية لإنهاء الحرب هناك، بينما يرى أخرون أن الاجتماع الأمريكي البريطانى اليوم سيكون حاسما فى ظل توقعات بشن هجمات على القواعد والمطارات العسكرية للنظام السورى، الامر الذى قد يؤدى إلى إعلان الحرب العالمية الثالثة رسميا، خاصة بعد ان قامت روسيا مضادات للصواريخ من طراز s300 فى قاعدتها البحرية فى طرطوس لأول مرة منذ تدخلها عسكريا بشكل مباشر فى سوريا.
محللون آخرون أن اجتماع لندن لن يكون الأخير، وسيعقبه اجتماعات اخرى على غرار جولات إنهاء الحرب العالمية الثانية، ولكن يبقى السؤال أين ومتى؟.